جمهورية الضاحية

أدرعي يهدّد. "الحزب" يتصرّف. أدرعي يقصف مخزن سلاح على ما زعم وسيف "الحزب" نائم في غمده. عناصر "الحزب" تطلق النار التحذيري في الهواء. ثلاث غارات شُنّت على مبنى في حي الحدث. شريحة من المواطنين تجمهرت في حي الحدث وأطلقت هتافات الانتصار وصدحت الحناجر باسم ساكن الأفئدة والمهج. مسلّحون يطلقون النار لمنع الاقتراب من المبنى المقصوف عمره. لا إصابات من جرّاء القصف. 6 جرحى نتيجة الرصاص الطائش. انتهى العدوان. استأنف جيش الممانعة الإلكتروني القصف على وزير الخارجية يوسف رجي، فأصاب من طريق الخطأ 100 مغرّد و 3 إعلاميين ونائبين خارج الخدمة ووزيراً سابقاً و 4 دكاترة من الفريق الممانع نتيجة القصف العشوائي.

نالت "جمهورية الضاحية" استقلالها في أيار من العام 1988 بعد معارك دامية بين طرفي الثنائي، "أمل" و "حزب اللّه" ومنذ ذاك التاريخ والدولة اللبنانية بأجهزتها العسكرية شبه غائبة عن أحياء الضاحية الشموس، أو على الأكثر غير فاعلة ومقيّدة في تحركاتها، فإن تقرّر مثلاً ملاحقة عصابة مخدّرات أو مداهمة وكر قمار فعلى القوى الأمنية التنسيق مسبقاً مع الإدارة الذاتية للحصول على Laissez passer.

في جمهورية الضاحية لا تستطيع الدولة أن تفعل شيئاً إلّا بقدر ما يسمح به "الحزب"، والدليل أن بعد قصف مستودع أو مبنى حي الحدث "عرقل عناصر من حزب اللّه مسار الدورية وأغلقوا الشارع المؤدي إلى المكان المستهدف، وجرى ذلك على مرأى من المارة"، كما ذكر موقع "جنوبية ". وفي المعلومات، إن الجيش اللبناني كان قبل أيام قد أبلغ "الحزب" أنه سيقوم بالكشف على بعض المواقع داخل الضاحية وتحديداً في المكان الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي لاحقاً، لكن "الحزب" رفض السماح بالكشف على هذا المركز...

هذه العمليّة بالذات ربّما تحتاج إلى طاولة حوار يتمثل فيها الأهالي، الذين يملكون حق النقض على أي إجراء لا يطمئنهم، كما في الضاحية كذلك في الجنوب. فالأهالي يشعرون اليوم، أكثر من أي يوم، بالانتماء إلى جمهورية الضاحية ودستورها وقوانينها، فإن اعترض "الحزب" مثلاً على أداء اليونيفيل يمكن لأي "فركوحين" يمتطيان درّاجة نارية تابعة لقوة الأهالي المدولبة، اعتراض طريق دورية دولية كما حصل في "طير دبا" في أثناء مرورها في أحد شوارع البلدة. "ممنوع يفوتوا بلا الجيش". قال أحد "الفركوحين" المولجين مراقبة تطبيق الـ 1701. تقع طير دبا في قضاء صور ضمن محافظة لبنان الجنوبي، لكنها تتبع عملياً لجمهورية الضاحية التابعة بدورها لجمهورية خامنئي التابع بدوره لصاحب الزمان. التراتبية واضحة جداً. وما هو غير واضح حتى الآن متى تعود جمهورية الضاحية إلى الجمهورية اللبنانية؟

نداء الوطن

يقرأون الآن