عربي لبنان

الجمهورية : لا يوجد ما يؤشر الى قبول أي الرئيسين بحلول وسط

بين مطلعون على ما جرى في اللقاء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري امس لصحيفة "الجمهورية" الى ان اجواءه كانت متأثرة الى حدٍ بعيد بالسجال المكهرب بينهما خلال الاسابيع الاخيرة، والنقاش القصير لأقل من نصف ساعة، بين عون والحريري، كان فاتراً في مجمله، ولم يحصل فيه أيّ عتاب حول ما قاله كل منهما في حق الآخر في محطات السجال المتتالية بينهما، بل جرى الدخول مباشرة، وبكلام "جدّي" في الموضوع، وأعاد كل منهما تكرار موقفه السابق أمام الآخر، مع فارق انّ الرئيس الحريري كان مشدّداً في اللقاء على ضرورة الاستفادة من الفرصة المتاحة لتشكيل حكومة إنقاذيه سريعاً، تعجّل بفتح باب المساعدات الخارجية للبنان.

الجمهورية : لا يوجد ما يؤشر الى قبول أي الرئيسين بحلول وسط

وبحسب المطلعين على أجواء اللقاء، فإنّ شريكي التأليف لم يقدّما في لقاء بعبدا أمس، ما يؤشر الى قبول أي منهما بحلول وسط، من شأنها أن تُحدث خرقاً إيجابياً في جدار الخلاف بينهما. بل العكس، فإنّ لقاء الامس بينهما جاء ليؤكّد من جديد على جوهر الخلاف بينهما، وثبات كل منهما على شروطه و"معاييره" لتأليف الحكومة. ومعنى ذلك، انّ المراوحة السلبية في ملف التأليف ستبقى هي الطاغية لفترة طويلة، في انتظار ظروف محلية او خارجية تحرّكها وتحرف مسارها نحو الإيجابية.

إلى ذلك أكّدت المصادر المحيطة بملف تأليف الحكومة لـ"الجمهورية" أنّ "أي حراك جديد سواء على مستوى الداخل او الخارج، محكوم بالفشل المسبق، ربطاً بالأفق المسدود بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتمترس كلّ منهما خلف موقف قاطع لا تراجع عنه من قبلهما، ويتمثل في أنّ كل رئيس يريد حكومته، ويريد أن يُلزم الرئيس الآخر بها، ورفض كلّ منهما التنازل او التقدّم خطوة في اتجاه الآخر".

في المقابل ابلغ مطلعون على الموقف الرئاسي إلى "الجمهورية" قولهم، بأنّ لا مؤشرات ايجابية على خط التأليف، ورئيس الجمهورية لم يتلق من الرئيس المكلّف ما يمكن البناء عليه لحصول تقدّم.

وبحسب هؤلاء المطلعين، فإنّ موقف رئيس الجمهورية ثابت عند تأكيده التقيّد بأحكام الدستور في عملية التأليف التي تؤكّد شراكته الكاملة فيها، ورفضه أي محاولة للقفز على صلاحياته، وحقه في تسمية وزراء وابداء الرأي في الوزراء الآخرين. وكذلك عدم مطالبته بالثلث المعطل في الحكومة، ولكن مع تأكيده على اعتماد المعايير الموضوعية في تأليف الحكومة، بما يؤدي الى تمثيل صحيح، وهذا لا يتأمّن مع حكومة مصغّرة من 18 وزيراً، بل في حكومة من 20 وزيراً على الاقل. ومن هنا يأتي رفضه المتجدد امس، لمسوّدة الحريري القائمة على معادلة الثلاث ستات.

من جهتها أكّدت المصادر أنّ لقاء الامس بين عون و الحريري، اقرب ما يكون الى الاجتماع الاخير الذي عقداه قبل عيد الميلاد، وجرّ بعده ما يزيد عن سبعة اسابيع من انقطاع التواصل بينهما، ما يعني أنّ الامور ما زالت عند نقطة الصفر، فالحريري في زيارته بعبدا أمس، جاء ليلقي الحجة على عون، ويرمي كرة تسهيل التأليف في ملعبه، ويؤكّد له مواجهة بأنّ مسوّدة حكومته التي قدّمها له في لقاء ما قبل عيد الميلاد ما زالت تشكّل الصيغة الحكومية الملائمة للمرحلة الإنقاذية المقبلة. وهو ما لم يقبل به رئيس الجمهورية، مع تشديده على المعايير التي سبق وحدّدها لتشكيل الحكومة، فسارع الى ردّ الكرة الى ملعب الحريري والقول انّه، اي الحريري، لم يأتِ بأيّ جديد على صعيد الملف الحكومي.

على انّ اللافت في الكلام الرئاسي، بحسب المصادر نفسها، كان تعمّد مكتب اعلام رئاسة الجمهورية الاشارة الى أنّ زيارة الحريري الى بعبدا امس تمّت بناءً على طلب الحريري، وليس بناءً على دعوة رئيس الجمهورية. وهو امر فُسّر على انّ عون لا يريد ان يسري الاعتقاد بأنّ زيارة الحريري تمّت بدعوة منه، ولكي لا تُفسّر الزيارة على انّها نقطة تراجع من قِبل رئيس الجمهورية.

يقرأون الآن