واقعنا يروي رؤيتنا 2030م

في عام 2016م وبتوجيه من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلن سيدي ولي العهد محمد بن سلمان عن رؤية المملكة العربية السعودية واستقبلها المواطنون وقتها بالتفاؤل والحماس الصادق وغير المفتعل، تفاعل فيه الكثير من طموح الشباب وفتوة المرحلة وعزم الصادقين، فهي في جوهرها خارطة طريق نحو المستقبل والتنمية والاستدامة.

قبل أيام صدر التقرير السنوي لرؤية 2030م لعام 2024م يتضمن ما أنجز منذ عام 2016م وحتى هذه الساعة إن ما يميز هذه التقارير التي تابعتها منذ عدة سنوات أنها بعيدة كل البعد عن المادة الإنشائية والمحسنات اللفظية فلغتها لغة أرقام وحقائق ملموسة لا لغة أماني مجردة من محتواها الحقيقي والمباشر، فمن يقرأ هذا التقرير من أبناء هذا الوطن المعطاء يجد أنه جزء من هذا الحراك الشامل والمتجه نحو الرؤية 2030م، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن كل إنسان في المملكة العربية السعودية هو ضمن نطاق صناعة الرؤية فالأدوار الإيجابية الصغيرة والهامشية وما قد نعتبره غير ملاحظ هي من متممات الرؤية.

إن من الملاحظ لي أننا نعيش حالة من مواكبة الرؤية لا كمتفرجين وإنما كمستفيدين منها كوننا فئات تستهدفها الرؤية وكفاعلين فيها ومساهمين في صنعها، إذ يوجد فرد واحد على الأقل في كل عائلة له دور مباشر أو غير مباشر في الرؤية، كما عايشنا وشاهدنا الحقائق ولمسناها ولأني من جيل سبق أن انجرف خلف الشعارات الكاذبة وأعمته الهتافات البراقة وعاش هذه الحالة حتى اكتشفت دروب الضلال التي كنت أسلكها وعدم واقعية الشعارات وسطحيتها.

إن طنين الكذب مدفوع الأجر الذي يدوي ضد إنجازاتنا لن يصمت. إلا أن ما يجب علينا هو أن نكون على مقدار من الوعي نقدم به مصلحة مكتسباتنا الوطنية الفسيحة على المكتسبات الذاتية الضيقة.

مثلا نحن هذه الأيام دخلنا موسم أداء فريضة الحج وكما نلمس ونشهد أن المملكة قد أصبحت مضرب المثل في إدارة الحشود بنجاح مبهر وحل لمشكلات هذه الحشود سواء كانت صحية أو خدمية أو أمنية وعليه فليس من الشرعي أو الوطني أن أخالف الأنظمة. ولعلنا لا ننسى القاعدة الفقهية التي تقول (ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب)، ولهذا أثَّمت هيئة كبار العلماء من لم يحج بتصريح فتصريح الحج مرتبط بسلامة الحجاج وأمنهم وانعدامه مرتبط بعكس ذلك، وقد شاهدنا في الأعوام الماضية ما حدث مع من لم يحج بصورة نظامية من مآسٍ محزنة والمتسبب بها أناس ضعاف النفوس من معدومي الضمائر.

إن ما يتمناه أعداؤنا من أعداء النجاح المتحقق لمن ليس من تنظيمهم أو على شاكلتهم هو أن يشهدوا إخفاقاتنا وفشلنا ولم يكتفوا بمجرد المشاهدة والتربص بل هم يسعون بشتى الطرق وبأساليب غير شريفة إلى صناعة العراقيل والأذى كما هو ديدنهم بل استجد في أساليب إشاعة الفوضى أساليب الطنين الإلكتروني المدفوع الأجر، حتى أصبحت هذه الممارسة مهنة من لا مهنة له

فمرتزقة الطنين المأجور أصبحت لهم أسواق شبيهة بمقاولي الأنفار، ولكل نوع من الطنين أجر ولكل موسم نوع معين من الطنين وأنا أتكلم هنا عن الذباب الإلكتروني الذي ابتليت به الأمة لصالح الزيف والتخلف والأطماع.

العربية

يقرأون الآن