العراق آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"إعلان بغداد".. عودة الدور المحوري للعراق من بوابة القمة

رغم تواضع مستوى التمثيل الرسمي في قمة جامعة الدول العربية المنعقدة في بغداد، إلا أن زخم الرهانات على مخرجاتها بدا أكبر من مراسمها البروتوكولية، في وقت يترقب فيه مراقبون سياسيون ما يُعرف إعلاميًا بـ "إعلان بغداد"، بوصفه الوثيقة التي ستحدد موقع العراق من قضايا الإقليم، وفي مقدمتها الجرح الفلسطيني المفتوح.

وفي هذا السياق، يقول الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي، نبيل العزاوي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الجميع بانتظار (إعلان بغداد) المهم والتاريخي، باعتبار أن العاصمة العراقية ومن خلال عقد القمة العربية، يُعوَّل عليها بإيجاد مناخات الحل لكثير من المشكلات والأزمات، وأولها قضية فلسطين التي لا يزال جرحها نازفًا حتى اليوم".

تحييد الخنادق وبناء الجسور

ويرى العزاوي أن قمة بغداد تمثّل منعطفًا رمزيًا واستراتيجيًا، مشيرًا إلى أن العراق اليوم يسعى إلى أداء دور مختلف عن عقود سابقة، إذ "لم يعد مجرد ساحة للتجاذب، بل بات طرفًا فاعلًا في إنتاج الحلول".

ويضيف: "القمة تمثل بوابة العراق نحو استعادة دوره المحوري، كلاعب في حل الخلافات، ومؤثر في صناعة القرارات"، مستندًا بذلك إلى ما يسميه "الفلسفة الجديدة للحكومة، والتي تقوم على ثلاث ركائز: (تحييد المواقف إزاء الاستقطابات الحادة، تجسير العلاقات العربية والإقليمية، بناء اقتصاد قوي ومستقر كقاعدة لنفوذ سياسي متماسك".

قبل أن تبدأ... نجحت؟

ويؤكد العزاوي أن "قمة بغداد نجحت حتى قبل أن تبدأ، لأن التوافق كان حاضرًا من الجميع على ضرورة إيجاد مساحة تقارب عربية، كانت غائبة لسنين"، في إشارة إلى أن المناخ الإقليمي الراهن، ورغبة العديد من العواصم في التهدئة، منح العراق فرصة لإعادة تصدّر المشهد العربي، ولو بشكل تدريجي.

بين الرمزية والفعل

وفيما يترقب الجميع مضمون "إعلان بغداد"، يرى مراقبون أن الوثيقة المرتقبة ستُختبر بمدى جدّية الالتزام بها لاحقًا، خاصة في ما يتعلق بوقف العدوان على غزة، والتفاهمات بشأن الأمن الإقليمي، ومستقبل العلاقات البينية في ظل تراجع الثقة التاريخية بين العواصم العربية.

لكن بالنسبة للعراق، فإن مجرد احتضان القمة في هذا التوقيت، والإجماع على ضرورة انعقادها في بغداد، يمثلان نقطة تحول في صورته الإقليمية، من ساحة نزاع إلى منصة حوار.

يقرأون الآن