باحتجاجٍ مؤيدٍ للفلسطينيين، قاطع موظف في «مايكروسوفت» كلمةً رئيسيةً ألقاها الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمرها السنوي للمطورين الاثنين.
واصطحب رجال الأمن جو لوبيز، مهندس البرامج الثابتة في «مايكروسوفت» الذي عمل على أجزاء من منصة الحوسبة السحابية «آزور»، إلى خارج مؤتمر «بيلد»، فور مواجهته ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت».
وصرخ لوبيز قائلاً: «ساتيا... ما رأيك أن تُظهر كيف تقتل (مايكروسوفت) الفلسطينيين؟ ما رأيك أن تُظهر كيف تُدار جرائم الحرب الإسرائيلية بواسطة (آزور)؟».
NEW: Microsoft Engineer Disrupts Nadella Keynote Over Genocide Complicity
— Drop Site (@DropSiteNews) May 19, 2025
Joe Lopez, a member of the No Azure for Apartheid campaign and a firmware engineer in Azure’s hardware division, interrupted CEO Satya Nadella’s Build conference keynote on Monday. In a letter published… https://t.co/Xa1MqMs2R0 pic.twitter.com/PhV7g1OYPO
وبعد تلك الواقعة، أرسل لوبيز رسالة بالبريد الإلكتروني إلى جميع الموظفين موضحاً قراره تنظيم احتجاج، وقال في البريد الإلكتروني، الذي نُشر أيضاً على موقع «ميديم»: «بصفتها من كبرى الشركات في العالم، تتمتع (مايكروسوفت) بقوة هائلة لفعل الصواب: المطالبة بإنهاء هذه المأساة العبثية، وإلا فسنوقف دعمنا التكنولوجي لإسرائيل».
وتابعت الرسالة: «إذا استمرت القيادة في تجاهل هذا المطلب، فأعدكم بأنه لن يمر مرور الكرام. لقد انتبه العالم بالفعل لتواطئنا، وهو ينقلب علينا. ستزداد حملات المقاطعة وستستمر صورتنا في التدهور».
كما نظمت مجموعة يقودها عمال تُدعى «لا لـ(آزور للفصل العنصري - نوا NOAA»، احتجاجاً تزامناً مع «مؤتمر المطورين». وتحتج المجموعة منذ أكثر من عام على عقود «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مع الجيش الإسرائيلي. وقد تبين أن برنامج «آزور» السحابي الخاص بالشركة مكّن إسرائيل من مراقبة الفلسطينيين، وقد استخدمته وحدة «أوفيك» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وهي «الوحدة» التي تدير قواعد بيانات الأهداف المحتملة للغارات الجوية القاتلة. وتُظهر وثائق مسربة أيضاً أن «مايكروسوفت» لها «بصمة في جميع البنى التحتية العسكرية الرئيسية» في إسرائيل، وفقاً لمجلة «+972».
وكتبت آنا هاتل، إحدى موظفات «مايكروسوفت» وإحدى المنظمات بمجموعة «نوا» في رسالة بريد إلكتروني إلى قيادة الشركة بتاريخ 15 مايو (أيار) الحالي: «قبل عام، أطلق العاملون حملة (لا لآزور للفصل العنصري)، وعريضة عاجلة بعد 7 أشهر من الإبادة الجماعية». وأضافت: «نشهد حالياً الجرائم نفسها التي ارتُكبت قبل 77 عاماً، مع فارق رئيسي: الآن، تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الإبادة الجماعية على نطاق أوسع بكثير بفضل سحابة (مايكروسوفت) وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي».
ويعدّ احتجاج لوبيز الثاني من نوعه خلال الشهرين الماضيين فقط، ففي 6 أبريل (نيسان) الماضي، عطلت موظفتان في «مايكروسوفت»، هما ابتهال أبو سعد وفانيا أجراوال، فعاليةً للذكاء الاصطناعي في الشركة، ووصفتا رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في الشركة، مصطفى سليمان، بأنه مُستغلّ للحرب. وقد فُصلت الموظفتان في ذلك الحين.
ولم يتسن تحديد وضع لوبيز الوظيفي. وشهدت «غوغل» احتجاجات داخلية مماثلة وعمليات فصل جماعي للموظفين العام الماضي؛ بسبب عقودها مع الجيش والحكومة الإسرائيليين.
ورداً على التقارير المتعلقة باستخدام الجيش الإسرائيلي تكنولوجيا «مايكروسوفت»، قالت «مايكروسوفت» إن تحقيقاً أجرته جهة خارجية لم يجد «أي دليل» على استخدام تقنيتها لإيذاء أو استهداف أشخاص. وتشكك منظمة «نوا (NOAA)» في هذا الاستنتاج. ولم تُعلّق الشركة فوراً على احتجاج لوبيز.
وكتب لوبيز في رسالته الإلكترونية الموجهة إلى جميع الموظفين: «ترفض القيادة مزاعمنا بأن تقنية (آزور) تُستغل لاستهداف أو إيذاء المدنيين في غزة. من يُتابعنا يعلم أن هذا الرفض كذبة مُفضوحة. لسنا بحاجة إلى تدقيق داخلي لنعرف أن أحد كبار عملاء (آزور) يرتكب جرائم ضد الإنسانية. نشهد ذلك يومياً على الإنترنت».
يأتي احتجاج لوبيز بعد أيام قليلة من إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ77 للنكبة، حين طُرد بالقوة 750 ألف فلسطيني من ديارهم عام 1948.