كشفت مصادر خاصة لموقع "وردنا" عن غياب خطة بديلة واضحة لدى القيادة الإيرانية في حال انهيار المحادثات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوتر بين الجانبين بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأفادت المصادر أن إيران قد تلجأ إلى تعزيز تعاونها مع الصين وروسيا كبديل استراتيجي، إلا أن هذا الخيار يبدو هشًا في ظل انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، والحرب التجارية المستمرة بين بكين وواشنطن.
وأكد مسؤول إيراني رفيع المستوى أن طهران مستعدة للعودة إلى استراتيجيتها السابقة لبداية المحادثات النووية، موضحًا أن "الخطة البديلة هي الاستمرار في الاستراتيجية القديمة، مع تجنب التصعيد العسكري، والاستعداد الكامل للدفاع عن النفس، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين كروسيا والصين".
خامنئي يهاجم الشروط الأميركية
وفي تصريحات له أمس الثلاثاء، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، إن مطالب الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، مضيفًا أنه يشك في إمكانية التوصل إلى اتفاق فعلي في ظل الشروط المطروحة.
ورغم مرور أربع جولات من المحادثات النووية التي تهدف إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال العقبات الجوهرية تحول دون تحقيق تقدم ملموس.
وأكد اثنان من كبار المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي أن طهران ترفض تسليم كامل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، كما ترفض الدخول في نقاشات تتعلق ببرنامجها الصاروخي الباليستي، ما يعقد فرص التوصل إلى تسوية.
كما أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، ألقى بظلاله على المحادثات، حيث تطالب طهران بضمانات مكتوبة بعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق مستقبلي، في ظل انعدام الثقة المتبادل.
ضغوط داخلية وتحديات خارجية
وتواجه المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران تحديات متصاعدة، تشمل أزمات في الطاقة والمياه، وتدهورًا اقتصاديًا حادًا، وتراجعًا لقيمة العملة المحلية، فضلًا عن الخسائر العسكرية لحلفائها في المنطقة، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب المواقع النووية الإيرانية.
وذكرت المصادر أن حملة "الضغوط القصوى" التي انتهجتها إدارة ترامب منذ فبراير، بما في ذلك تشديد العقوبات ورفع مستوى التهديدات العسكرية، تركت طهران دون خيارات فاعلة، سوى محاولة التوصل إلى اتفاق جديد يخفف من حدة الأوضاع الاقتصادية التي تهدد الاستقرار الداخلي.
غضب شعبي وقمع داخلي
الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، بسبب الأوضاع الاقتصادية والقمع الاجتماعي، كشفت عن هشاشة الوضع الداخلي، وقوبلت بردود فعل أمنية عنيفة، ما أدى إلى فرض مزيد من العقوبات الغربية على طهران، خصوصًا في مجال حقوق الإنسان.
وقال مسؤول إيراني ثانٍ، طلب عدم الكشف عن اسمه نظرًا لحساسية الموضوع، إن "الاقتصاد الإيراني لا يمكن أن يتعافى دون رفع العقوبات والسماح بمبيعات النفط والوصول إلى الأموال المجمدة"، مؤكدًا أن استمرار الوضع الراهن يهدد مستقبل النظام برمته.
خاص- وردنا