أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوى الأمن العام ألقت القبض على ماهر المؤذن يوم أمس في بلدة يلدا بريف دمشق، وذلك على خلفية ارتكابه جرائم وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مخيم اليرموك منذ عام 2011، خلال فترة سيطرة النظام البائد.
ووفقاً لمصادر المرصد، يُعد المؤذن من أبرز الشخصيات التي كانت تنشط في القطاع الأمني ضمن مخيم اليرموك ومخيم فلسطين وشارع 30، وكان يعمل تحت إشراف فرع فلسطين التابع للأمن العسكري. كما كان يقود ميليشيا محلية تُعرف باسم "مجموعة المؤذن"، ووجّهت إليه اتهامات بتسليم عدد من المدنيين إلى أجهزة النظام، بالإضافة إلى مشاركته في حملات اعتقال وارتكاب مجازر داخل المخيم.
وتشير المعلومات التي حصل عليها المرصد إلى أن المؤذن كان مقرّباً من سائد عبد العال، الملقب بـ"أبو جهاد"، وهو قيادي سابق في "حركة فلسطين حرة".
ويأتي اعتقال المؤذن في سياق تصاعد المطالب الحقوقية بملاحقة جميع المتورطين في انتهاكات بحق المدنيين، لاسيما في المناطق والمخيمات التي شهدت فظائع خلال سنوات الحرب السورية.
وفي 22 أيار الجاري، وثّق المرصد السوري اعتقال قوى الأمن لخمسة عناصر من قوات النظام السابق بتهمة التورط في مجزرة الحولة بمحافظة حمص، والتي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص، بينهم نساء وأطفال.
وبحسب المصادر، هدّد أهالي منطقتي الحولة وتلدو السلطات المحلية بالتظاهر في حال عدم محاسبة المتورطين. كما أكدت مصادر المرصد أن المعتقلين جرى اقتيادهم، على مرأى ومسمع من المواطنين، إلى موقع ارتكاب المجزرة، حيث أُجبروا على إعادة تمثيل الجريمة، في خطوة تهدف إلى كشف ملابساتها وتقديم الجناة إلى العدالة.
ويأتي ذلك في إطار استمرار الجهود الهادفة إلى ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترات السابقة، وتعزيز الأمن وإنصاف الضحايا.
وفي سياق متصل، نفّذ جهاز الأمن العام بتاريخ 19 أيار الجاري عملية دهم في مدينة دير الزور، أسفرت عن اعتقال عنصرين، أحدهما ضابط، كانا ينتميان سابقًا إلى الحرس الثوري الإيراني. ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المعتقلَين يواجهان اتهامات بارتكاب عدة جرائم قتل واعتقالات تعسفية بحق مدنيين.