عّود إنتر ميلان جماهيره بالخروج ببطولة على الأقل في الموسم خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ انضمام سيموني إنزاغي لقيادة الفريق الفنية.
ففاز إنتر إنزاغي بلقب الدوري وكأس إيطاليا (مرتين) والسوبر الإيطالي (3 مرات)، كما وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين لكنه خسرهما.
وتبدل الحال تماما هذا الموسم، فبعد المنافسة على الألقاب الثلاثة الدوري والكأس والأبطال، خرج النيراتزوري بموسم صفري لأول مرة منذ حوالي 4 سنوات.
وأصبح مصير مدرب الفريق إنزاغي على كف عفريت، حيث ينتظر أن يجلس المدرب مع إدارة النادي اليوم الثلاثاء، لحسم مصيره وعما إذا كان سيبقى للموسم المقبل، أم سيرحل باتجاه الهلال السعودي الذي قدم له عرضا ماليا ضخما.
تتحمل إدارة إنتر ميلان بقيادة الرئيس بيبي ماروتا، اللوم الأكبر على موسم مرير كهذا، بفضل التدعيمات الضعيفة التي أبرمها النادي.
وسار المسؤولين على نهج التعاقد مع صفقات بثمن بسيط أو صفقات مجانية لا تكلف النادي يورو واحد.
وحدث ذلك في صفقات مثل ضم أرناوتوفيتش من بولونيا مقابل 11 مليون يورو تقريبا، والتعاقد مع مهدي طارمي وبيوتر زيلينسكي مجانا، إلى جانب صفقات إعارة بنية الشراء مثل أصلاني وغيرهم من اللاعبين.
ولم يقدم النادي على التعاقد مع صفقات قوية ترفع من طموح الفريق أكثر، فامتلك تشكيلة جيدة نسبيا مع دكة ضعيفة جدا، خاصة على المستوى الهجومي بوجود ثلاثة مهاجمين على الدكة لم يكن لهم أي تأثير.
وأراد إنزاغي المداورة بين لاعبيه في الفترة الحاسمة من الموسم، وكان مجبرا في أوقات أخرى على اللعب بفريقه الأساسي في أكبر قدر من المباريات، لعدم وجود لاعبين مؤثرين على الدكة، ما أثر على مشوار الفريق بالنهاية.
يعد مدرب إنتر أيضا من المذنبين في هذا السوء الذي ظهر به إنتر في فترة الحسم، فمن ناحية فنية أصر المدرب على استخدام طريقة 352 دون تغيير إلا في مباراة أو مباراتين فقط طوال الموسم.
ولم يظهر إنزاغي أي مرونة تكتيكية في خططه ولم يتنازل عن قناعاته ليظهر الفريق بهذا الشكل المؤذي بصريا لجماهيره، فكان سيموني جامدا غير قادر على إحداث ثورة تكتيكية على الفريق.
ومن ناحية أخرى، اعترف المدرب قبل مباراة باريس بنهائي دوري أبطال أوروبا، بأنه تلقى العديد من العروض منها العرض السعودي من الهلال.
بل وحاول المدرب المراوغة بشأن مستقبله عند سؤاله في كل وقت عما إذا كان سيرحل إلى السعودية، الأمر الذي أثر بلا شك على تفكير المدرب ولاعبيه قبل النهائي، خاصة بعد حالة عدم التركيز التي دخل بها المدرب وفريقه للمباراة النهائية.
وأيضا يتحمل إنزاغي اللوم في الاعتماد على لاعبين غير قادرين على الركض بأرض الملعب بجانب غياب تركيزهم تماما مثلما ظهر على فيديريكو ديماركو الظهير الأيسر، الذي يعاني منذ أكثر من شهر من حالة تشتت واضحة.
ويتشارك لاعبي إنتر أيضا مع الهرم الذي ترك إنتر بلا بطولات هذا الموسم، وأخرجه بأكثر طريقة مهينة بخسارة هي الأثقل في تاريخ نهائيات دوري الأبطال.
لاعبوا إنتر بداية من الدفاع إلى الهجوم يتحملون المسؤولية، فالدفاع لم يكن في أفضل شكل له خاصة بالبطولات المحلية حيث كان ينهار بسرعة ويخطئ كثيرا وتسبب في ضياع لقب الدوري بأخطاء فاجعة.
وفي الوسط، اعتمد إنزاغي على ميخيتريان الذي لم يكن في أفضل حالاته بالنظر إلى سنه رغم وجود عناصر مثل فراتسي أو زيلينسكي للعب بدلا منه، وفي النهائي ورغم أن الفريق أكمله يتحمل المسؤولية، إلا أن إنتر بدا وكأنه يلعب ناقصا بعشرة لاعبين لعدم وجود أي تأثير إيجابي لميخيتريان.
كما يتعالى نيكولو باريلا على الكرة في أوقات كثيرة ويفشل في تقديراته مثلما حدث في إحدى أهداف باريس بعدما سمح لباتشو بإعادة الكرة للملعب وتنفيذ مرتدة جاء منها هدف.
أما هجوم إنتر، فلايزال يعاني الأمرين منذ سنوات بالرغم من التتويجات المختلفة، إلا أنه يعاني من كثرة الفرص الضائعة وغير المستغلة، فكثيرا ما يصنع الفريق فرصا أمام المرمى يفشل المهاجمون في وضعها بالمرمى.