حذرت "كتائب سيد الشهداء"، إحدى أبرز الفصائل المسلحة في العراق، الجمعة، من أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران "لن يمرّ دون أن يطال المنطقة بأسرها"، مؤكدة أن العراق قد يجد نفسه معرّضاً لتداعيات هذه الحرب.
وقال المتحدث باسم الكتائب، الشيخ كاظم الفرطوسي، إن "العدوان الإسرائيلي ليس موجهاً ضد إيران وحدها، بل يمتد ليشمل المنطقة بأكملها، وبالتالي فإن العراق لن يكون في مأمن إذا استمرت وتيرة التصعيد بهذا الشكل".وأضاف: "العراق قد لا يبقى ساكناً في حال تطورت المعطيات الميدانية والسياسية، إذ أن كل الحروب التي تُشَن ضد الكيان الصهيوني تندرج في إطار الدفاع عن قضايا الأمة، والعراق جزء لا يتجزأ من هذه المعادلة".
وأكد الفرطوسي أن الفصائل العراقية "تضع مصلحة الشعب العراقي في المقام الأول، وتعمل على دراسة جميع الخيارات المطروحة، دون التسرع باتخاذ قرارات قد تضر بأمن البلاد واستقرارها"، مشدداً على أن "أي موقف قد يصدر سيكون مدروساً، ويراعي مصلحة العراق وموقف الحكومة".
ويأتي هذا الموقف في أعقاب هجوم واسع النطاق شنّته إسرائيل فجر الجمعة على أهداف عسكرية ونووية في إيران، في واحدة من أوسع عملياتها الجوية خلال السنوات الأخيرة. وأفادت مصادر رسمية في طهران بمقتل عدد من الضباط العسكريين البارزين، بالإضافة إلى علماء في الطاقة النووية، فيما ردّت إيران بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
وتسببت الهجمات المتبادلة في رفع مستوى التوتر في المنطقة، ما دفع الحكومة العراقية إلى إعلان إغلاق المجال الجوي بشكل كامل، وتعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، في محاولة لتفادي أي اختراقات جوية أو تداعيات أمنية قد تطال البلاد.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن "العدوان الإسرائيلي انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويهدد الأمن والسلام في المنطقة بأسرها"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى "الانعقاد العاجل لاتخاذ موقف واضح وصارم تجاه هذا التصعيد الخطير".
في موازاة ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة إلى "عدم الزج بالعراق في الصراع الدائر"، مطالباً جميع القوى السياسية والفصائل المسلحة "بالابتعاد عن الحماسة غير المدروسة، والحفاظ على استقرار العراق وسيادته".