سوريا آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

بعد سقوط النظام.. الظهور الأول لماهر الأسد في موسكو (فيديو)

بعد سقوط النظام.. الظهور الأول لماهر الأسد في موسكو (فيديو)

ظهر ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة وشقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، للمرة الأولى داخل العاصمة الروسية موسكو، ليقطع بذلك الشكوك حول المكان الذي هرب إليه بعد سقوط نظام شقيقه في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.


مقهى في موسكو

ورصد ناشطون ماهر الأسد من خلال كاميرا هاتف محمول، خلال وجوده كما قالوا داخل أحد المقاهي الفخمة قرب مقرر إقامته في ضواحي العاصمة موسكو، وذلك برفقة أحد المقربين منه المدعو عيد أيلوش.

وكان ماهر الأسد في المقطع المصوّر، ينظر في هاتفه المحمول، ولم يكن على دراية بقيام أحد الأشخاص بتصويره خلسةً، لثوانٍ معدودات. وقال موقع "نبض سوريا" أن المقطع صُوّر حديثاً في موسكو، فيما أكد ناشطون أن تاريخه يعود إلى اليوم الثلاثاء.

ويُعتبر ظهور ماهر في موسكو، في حال صح المقطع المصور، تأكيداً لما نقلته تقارير إعلامية غربية عن مغادرته سوريا، بعد سقوط نظام شقيقه، إلى روسيا، مروراً بالعراق ثم إيران. كما يدحض الروايات المتعددة التي قالت إنه في العراق، وأخرى قالت إنه في لبنان أو إيران.

وكانت وكالة "فرانس برس" قد نقلت عن مصدر عراقي رفيع المستوى ومصدرين سوريين، بأن ماهر الأسد (58عاماً)، لم يكن يعلم بعزم شقيقه الهروب إلى روسيا، حيث هرب بشكل منفصل بواسطة مروحية إلى العراق ثم إلى روسيا عبر إيران، على الأرجح.

مستمتع بحياته

ويظهر من المقطع، أن ماهر الأسد مستمتع بحياته بشكل طبيعي داخل المقهى، وبطبيعة الحال في منفاه القسري، بينما لا تزال فلول النظام المخلوع، تنسج الروايات المختلفة عن مكان تواجده: تارةً في مناطق المقاتلين الأكراد شمال شرق سوريا، وتارةً أخرى في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، بهدف تحضير جيش لتحرير الساحل والعلويين من الحكومة السورية الجديدة، وتشكيل أقاليم الساحل، حسب زعمهم.

وأدت إحدى الروايات التي اختلقها أحدهم على وسائل التواصل الاجتماعي، في كانون الثاني/يناير، إلى ظهور خلايا نائمة في الساحل السوري، بدأت بمهاجمة قوى الأمن السورية، موقعة بينها قتلى وجرحى بينهم، بالتزامن مع انتشار الرواية التي كانت تفيد بظهور ماهر الأسد في جبلة، وسيطرته على مناطق في الساحل السوري، وذلك قبل أن تبدأ السلطات السورية بحملة أمنية واسعة، استطاعت خلالها السيطرة على المشهد.

جيش ضمن جيش

وخضع ماهر الأسد خلال سنوات الحرب السوري، إلى العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية، بسبب الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها "الفرقة الرابعة" بأمر منه، بحق المناطق الثائرة ضد نظام شقيقه، إذ يُنسب إليها ارتكاب مئات المجازر بحق المدنيين، على امتداد الجغرافية السورية.

وكان ماهر يحمل رتبة "لواء" في جيش النظام المخلوع، وهو قائد الفرقة الرابعة مدرعة، التي كانت تتبع صورياً لوزارة الدفاع، بينما كانت أوامرها تصدر بشكل مستقل من قبل مكتب أمن خاص بها، يُشرف على إدارته عدد من الضباط المقربين من الأسد، ومن الضباط المقربين منه في أعلى سلسلة هرم الفرقة، أبرزهم العميد غسان بلال ومحمود علي. ولذلك، كانت الفرقة توصف بأنها "جيش ضمن جيش" في إشارة إلى استقلاليتها في القرار والتسليح عن باقي فرق الجيش حينها.

وعلى الرغم من أن الفرقة الرابعة كانت تدين بالولاء لإيران، إلا أنها كانت تمتلك أحدث الأسلحة الروسية لاسيما الدبابات المتطورة، لكن الفرقة تعرضت خلال المعارك مع الفصائل المعارضة في الماضي، إلى ضربات قوية، أدت لخسارتها الصفوف الأولى من العناصر والضباط المدربين بشكل مكثّف وكبير.

إمبراطورية اقتصادية

في آذار/مارس، كشف تحقيق استقصائي لوكالة "فرانس برس"، كيف أن الفرقة الرابعة كانت إمبراطورية اقتصادية هي عبارة عن شبكة فساد متغلغلة في الاقتصاد السوري، تشمل تجارة المخدرات ونهب موارد البلاد وفرض الإتاوات.

وتكشفت مجموعة وثائق اطلعت عليها الوكالة، داخل عدد من المواقع المهجورة، النقاب عن امبراطورية اقتصادية واسعة بناها ماهر الأسد مع شبكته من المنتفعين، إذ لم تترك مجالاً لم تنخرط فيه، من الصناعة والاتجار الكبتاغون، وصولاً لفرض الإتاوات على المعابر الحدودية والحواجز.

وبين مئات الأوراق المبعثرة داخل مكتب أمني للفرقة الرابعة، عثر الفريق على مستند يكشف أنه كان هناك حتى 4 حزيران/يونيو 2024، سيولة نقدية قدرها 80 مليون دولار، و8 ملايين يورو، و41 مليار ليرة سورية. وتوثّق مئات المستندات احتفاظ ماهر الأسد ومكتب الأمن بمبالغ مماثلة في الفترة الممتدة بين العامين 2021 و2024.

يقرأون الآن