الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. دول الخليج تتحرك بحكمة

في أكبر تهديد يطال المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، تتحرك دول مجلس التعاون الخليجي بحكمة من خلال تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

لقد عبرت دول الخليج عن موقفها الرسمي تجاه الحرب الدائرة، وما يستوجب عليها من ردة فعل تحافظ فيه على أمن المنطقة، فالتحركات الدبلوماسية لدول الخليج، في أعلى مستوياتها القيادية، وتعكس رغبتها في حفظ أمن المنطقة لتحقيق الاستقرار والازدهار.

تعتبر دول الخليج الصراع المحتدم أحد أهم التحديات المشتركة التي تستدعي التحرك بحكمة لتخفيف حدة التوتر من خلال تكثيف الجهود في التواصل الدولي، وحشد الجهود الدولية لإيقاف هذه الحرب من خلال التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المشتركة. وأمام هذا الاختبار الصعب والتصعيد الخطير، والذي ينذر بكارثة في حال استمرار الحرب، يسعى مجلس التعاون الخليجي ليكون لاعباً رئيسياً في السيطرة على الأحداث، وذلك لما له من دور رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.

إن تضافر الجهود الخليجية، واللقاءات السياسية بين جميع الأطراف، والتنسيق المستمر مع الشركاء الدوليين، خاصة الولايات المتحدة، ستمكّن من الخروج برؤية واضحة تعيد إعادة النظر في هذه الحرب التي تتسبب بدمار لكلا الطرفين.

يعد مجلس التعاون الخليجي حجر الأساس في استقرار المنطقة، ودول العالم تدرك جيداً أن زعزعة هذه المنطقة والانجرار نحو الحروب سيكون تهديداً للأمن القومي، ولذلك فإن التحرك الحذر والعقلاني لدول الخليج يعتمد بشكل مباشر على قوة دبلوماسيتها ذات الحكمة الهادئة والتحالفات الإقليمية والدولية، وتعزيز الجاهزية على كافة المستويات الدفاعية، دون الانزلاق إلى المواجهة المباشرة مع أحد الأطراف، ورؤية واضحة ومتكاملة قائمة على تجنب الاستقطاب الحاد، أو الانعطاف نحو التكهنات أو الهجوم الإعلامي، فالأولوية هي الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، وإيجاد ثغرة للوصول إلى الحلول السياسية، مهما اشتدت الضغوط، ولذلك ستسعى دول الخليج إلى قيادة المشهد السياسي في المنطقة، من خلال ممارسة الدبلوماسية الفعّالة والمؤثرة، وهي تدرك أن الحفاظ على الاستقرار لا يكون بالحياد السلبي أو مجرد الإدانات، بل بالمشاركة الفاعلة في صياغة أمن المنطقة، وقيادة القرارات والمشاورات حتى تتوقف هذه الانتهاكات في الحرب الإسرائيلية - الإيرانية.

البيان

يقرأون الآن