أجواء كئيبة في ملاعب نصف فارغة، إعلانات مزعجة تتكرر باستمرار، وهيمنة أوروبية على مستوى متواضع.. بطولة كأس العالم للأندية، التي وصفها جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، بأنها "عصر جديد لكرة القدم"، بدأت متعثرة.
لكن بينما يشكو الجميع من الأجواء "الغريبة" أو الافتقار إلى "الحماس"، وتوجيه الجماهير ووسائل الإعلام انتقادات شديدة للبطولة، يرسم الاتحاد الدولي لكرة القدم صورته الخاصة في ختام اليوم الأول من مباريات دور المجموعات.
أعرب الفيفا في تقييمه الأولي عن "فخره بالأجواء الفريدة والمتعددة الثقافات والدعم الذي حظيت به هذه المسابقة الجديدة بالفعل".
لكن الانطباعات من الملاعب لا تشير إلى نجاح كبير، حيث المقاعد الفارغة بالمدرجات، فقد حضر 556294 مشاهداً المباريات الـ 16 الأولى في دور المجموعات، لكن كان من الممكن بيع ضعف هذا العدد تقريباً، أي 992188 تذكرة.
يبلغ معدل إشغال الملاعب 56% فقط، ولم يظهر بعد سوى القليل من "2 مليون أو الثلاثة أو الأربعة ملايين" مشجع الذين أعلن عنهم رئيس الفيفا إنفانتينو.
كانت الأجواء في مباريات ماميلودي صنداونز ضد أولسان، التي حضرها 3000 متفرج، وسالزبورج ضد باتشوكا، التي حضرها 5282 متفرجًا، أشبه بأجواء الدوري الإقليمي.
وفي مباريات دورتموند ضد فلومينينسي، ومونتيري ضد إنتر ميلان، وتشيلسي ضد لوس أنجلوس إف سي، بقي حوالي 50 ألف مقعد شاغرًا.
"كان الجو العام غريبًا بعض الشيء. كان الملعب شبه فارغ"، هكذا اشتكى مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا. واعترف لاعب بايرن ميونخ جوشوا كيميش أنه لم يشعر "بأي حماس" في الملعب. وذلك على الرغم من أن الفيفا بذل قصارى جهده، على سبيل المثال، لبيع التذاكر في اللحظة الأخيرة بأسعار رخيصة.
ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، تم نقل المشجعين داخل الملاعب إلى مناطق أخرى حتى تبدو الصور التي تلتقطها الكاميرات أكثر ازدحامًا.
ففي ما يُعرف بـ "World Feed" يتم عرض إعلانات مصحوبة بموسيقى بشكل مستمر، مما أدى إلى عاصفة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
لطالما استخدمت قنوات التلفزيون لافتات إعلانية على حافة الشاشة، تسمى L-Screens، أثناء بث مباريات كرة القدم، ولكن الآن تجاوزت هذه الممارسة الحدود بالنسبة للعديد من المشجعين.
لأول مرة، يتم عرض إعلانات مصحوبة بموسيقى في مباريات كرة القدم - وعدة مرات خلال 90 دقيقة.
أثناء عرض الإعلانات في المقدمة، تنتقل الصور الحية للمباراة إلى زاوية صغيرة على حافة الشاشة لبضع ثوان. كما يتم خفض صوت المعلق وأجواء الملعب خلال هذه الفترة.
قد يسخر البعض من أن المشاهدين لا يفوتون أي شيء مثير خلال الإعلانات التجارية.
فمن الناحية الرياضية، تسير بطولة أندية العالم كما توقع العديد من الخبراء - حيث تهيمن الفرق الأوروبية. من بين الاثني عشر فريقًا المشاركين، لم يتكبد سوى أتلتيكو مدريد هزيمة في المباراة الافتتاحية - في المواجهة الأوروبية مع بطل دوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان 4/0.
حقق بايرن ميونخ فوزًا ساحقًا بنتيجة 10/0 على أوكلاند، بينما اكتفى ريال مدريد وبوروسيا دورتموند بالتعادل على الرغم من أدائهما الضعيف.
هل سيكون الفائز بكأس العالم للأندية من خارج أوروبا؟ بعد الانطباعات الأولى، يبدو ذلك صعبًا للغاية، فالفارق في المستوى واضح للغاية.
لكن ربما يحدث تطور غير متوقع ويبدأ مشروع جياني إنفانتينو الذي يحمله في قلبه في التقدم.