أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء اليوم الخميس أن الجمهورية الإسلامية لم تطلب يومًا وقف إطلاق النار خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، مشددًا على أن "قرار طهران كان واضحًا منذ البداية، بأن الرد سيستمر طالما استمرت الهجمات".
وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إن "مصطلح وقف إطلاق النار أو تجميد العمليات لم يُطرح من جانب إيران، بل كان موقفنا ثابتًا: إذا توقف العدو عن الهجوم، فلا موضوعية لاستمرار الدفاع"، لافتا الى أن "إيران ليست لبنان وإذا ما تمّ خرق وقف النار سيكون ردنا حاسما".
وأضاف أن "الرسالة من الطرف المقابل وصلت عند الساعة الواحدة فجر الثلاثاء أثناء عودته برًا إلى طهران، حيث أُبلغ بأن العدو سيوقف هجماته عند الرابعة صباحًا، وهو ما اعتُبر تراجعًا نتيجة العجز واليأس".
وشدد عراقجي على أن "الروايات التي تزعم أن إيران طلبت وقف العمليات، أو أن الولايات المتحدة توسطت لفرضه، غير صحيحة"، مشيرًا إلى أن "الكيان الصهيوني هو من قرر التوقف بعدما فشل في تحقيق أهدافه الميدانية".
وأوضح أن "عدداً من وزراء الخارجية الأوروبيين تواصلوا مع طهران في اليوم الثاني من الحرب، طالبين العودة إلى المسار الدبلوماسي"، مؤكدًا أن إيران كانت "منخرطة أساسًا في مفاوضات سياسية لحظة اندلاع الهجوم".
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، اتهم عراقجي إدارة الرئيس دونالد ترامب بـ"إطلاق حملة الضغط الأقصى بهدف فرض شروط تفاوضية جديدة على إيران"، لافتًا إلى أن "طهران رفضت الدخول في مفاوضات مباشرة تحت التهديد، واقترحت مسارًا غير مباشر بشروطها الخاصة".
وختم بالقول إن "الرد الإيراني الأخير عزز من تماسك الجبهة الداخلية، وأثبت أمام العالم أن المقاومة والدبلوماسية المتوازنة هما نهج ناجح يعكس شرعية الموقف الإيراني".