المؤرخون سوف يصيبهم كثير الدهشة والعجب عندما يسجلون عن الحرب الإسرائيلية/ الأمريكية - الإيرانية. المسجل عنها أنها الحرب الإسرائيلية الإيرانية التى شنتها إسرائيل فى 13 يونيو 2025؛ ولكن ما جرى سوف يدخل من باب السيناريوهات السينمائية التى تلعب فيها الحرب دور الدراما الثقيلة؛ بينما الأشخاص يلعبون أدوارا كوميدية. الفيلم جرى التدريب عليه من قبل أثناء مناوشات جرت بين إسرائيل وإيران نجم عنها تصميم مشاهد حصلت فيها الدولتان على حق الهجوم، ولكن مع معرفة موعد الهجوم ومداه الذى لا يحتوى على كسر ذراع أو نزيف نقطة دم. ولكن التنفيذ لم يرق إلى مرتبة التصميم الذى وضعه ترامب من أجل أن ينقذ ماء وجه الطرفين؛ إيران أصابت طفلة عربية فى صحراء النقب؛ أما إسرائيل فلم تمانع ساعة الهجوم «الصوري» فى الظلام أن تطيح بالدفاع الجوى الإيراني. هذه المرة لم يكن هناك تطابق ما بين الواقع والسينما، إسرائيل شنت هجوما مفاجئا على إيران، وكانت واشنطن حاضرة بالسلاح والمعلومات والخديعة بمفاوضات وهمية. لم تحتج إيران وقتا لكى تعيد اتزانها وتبدأ فى ضرب أهداف إسرائيلية تهدم البيوت ولكن لا تقتل البشر إلا القليل وتبث من الفزع الكثير.
عند نقطة اتزان الحرب بين الاكتساح الإسرائيلى والنزيف الذى تسببه إيران منذرا بحرب طويلة المدي، جاء ترامب بمشهد الرجل الذى فقد الصبر مع إيران لذا سوف يحتاج أسبوعين لاتخاذ قرار عما إذا كان يمكن حسم المعركة بضرب المواقع النووية الايرانية أم لا. هذه المرة لم تؤخذ طهران غدرا حينما سجلت الكاميرات الحافلات التى تنقل سرا الأجزاء المهمة من المفاعلات النووية واليورانيوم المخصب. المشهد الذى يلى ذلك هو الأكثر إثارة بالهجوم الذى لم يحدث فى تاريخ البشرية منذ الهجوم على هيروشيما وناجازاكي. الطائرات الشبح التى لم تستخدم من قبل فى حرب، حاملة القنابل الكاسحة قامت بالهجوم الذى يتلوه موسيقى تقودها طبول إعلان القضاء على السلاح النووى الإيراني. استراحة.
الأهرام