دولي

قيادي يكشف: إعلان أوجلان سيمهد لإطلاق سراحه قريبا

قيادي يكشف: إعلان أوجلان سيمهد لإطلاق سراحه قريبا

كشف مصدر كردي بارز، أن "إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني  عبد الله أوجلان، صباح اليوم الأربعاء، إنهاء الكفاح المسلح مع تركيا، سيمهّد لإطلاق سراحه قريباً، بعد 26 عاماً من السجن"، موضحاً أن "ظهور الزعيم الكردي محاولةٌ نوعية لحل الصراع الكردي-التركي سلمياً، مع التركيز على الحلول السياسية والدبلوماسية والقانونية، ما يفتح باب القضاء أمام أوجلان مجدداً".

وقال المصدر، إن "هناك عدة سيناريوهات لحصول أوجلان على حريته؛ فقد يُسمح له بمغادرة السجن داخل تركيا، لكن تحت قيود، ولعلنا نستذكر هنا ما قاله القيادي الكردي البارز صبري أوك بأنه (لا سلام دون حرية أوجلان)، ما يعني أن عملية السلام مشروطة بالإفراج عنه حصراً".

وأكد المصدر: "ظهور مؤشرات سياسية مؤخراً، تدفع للإفراج عن أوجلان، وخاصة مع دعوة الزعيم المعتقل فتح صفحة جديدة مع تركيا؛ لأن عملية السلام الحقيقية مرتبطة به، وهو رمز كاريزمي كردي كبير"، مستطرداً: "لكن قرار إطلاق سراح زعيم بحجم أوجلان معقد جداً، وبحاجة لتوافقات داخلية وإقليمية".

وكانت النائبة برفين بولدان من حزب "المساواة والديمقراطية" صرّحت، في لقاء سابق، أن إطلاق سراح أوجلان "مرجّح في نهاية يونيو 2025"، إلا أن ذلك لم يتحقق وقد يتأجل شهوراً إضافية، بعد التطورات الجديدة.

وقال المصدر، إن "الحديث عن إطلاق سراح أوجلان يتزامن مع بيانه التاريخي اليوم، في سياق التطورات الجديدة بمنطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد إسقاط نظام الأسد، ووسط التوترات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فضلاً عن زيارة وفد من الإدارة الذاتية الكردية إلى دمشق، اليوم، وتوقعات بعقد لقاء مهم بين الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد (قسد) مظلوم عبدي، بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك، ووفد من الحكومة الفرنسية".

وأشار المصدر إلى أن "رسالة أوجلان تعني حرفياً وأولاً وقف إطلاق النار؛ أحادي الجانب، والتعهد بعدم القيام بأي عمل مسلح ما لم يتعرض للهجوم، ثم الدعوة إلى نزع السلاح والحلّ، وهو جوهر الإعلان بتحول الحزب من جماعة مسلحة إلى حركة سياسية، ومنح فرصة للسلام وإنهاء الصراع، رغم وجود شكوك وتحديات كبيرة نظراً لتاريخ المفاوضات الفاشلة في الماضي، مثل اتفاق 2013 الذي انهار في 2015".

كما نوّه المصدر إلى التداعيات الإقليمية من "هذا التطور الكبير في الشرق الأوسط"، موضحاً أن "تداعياتها على الأكراد لن تمتد إلى تركيا فقط، بل كذلك إلى العراق وسوريا، حيث توجد قوى كردية أخرى لها روابط أيديولوجية بحزب العمال الكردستاني، والإفراج عن أوجلان سيغير خارطة السلام في المنطقة الكردية"، وفقاً لتعبيره.

وكانت السلطات التركية اعتقلت أوجلان، في 15 فبراير 1999 بالعاصمة الكينية نيروبي، بعد التخطيط لنقل مسار طائرته أثناء توجهها إلى هولندا، ثم نقلت أوجلان إلى سجنه في جزيرة إمرالي ببحر مرمرة، وحكمت عليه بالإعدام، قبل أن تحول الحكم إلى سجن مؤبد لاحقاً.

ودعا أوجلان في أول رسالة مصورة له بالفيديو، خلال ظهوره مع مجموعة من رفاقه في السجن، اليوم الأربعاء، إلى "انتقال كامل إلى السياسة الديمقراطية، وتشكيل لجنة للإشراف على عملية السلام ونزع السلاح"، مؤكداً، باللغة التركية، أن "الحزب تخلى عن هدف بناء الدولة القومية واستراتيجية الحرب وحلّ نفسه".

وأعلن "انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي، والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية لا يعني الهزيمة بل انتصار تاريخي، إنه انتقال إلى مرحلة الاعتراف بالهوية الكردية وهذا كان هدفنا الأساسي".

وتابع المصدر، لـ"إرم نيوز": فجرت رسالة أوجلان، المتمثلة بإنهاء مسيرة 47 عاماً من الحرب مع أنظمة متعاقبة على حكم تركيا، أسفرت عن مقتل نحو 40 ألفاً من عناصر وقيادات الكرد، فضلاً عن آلاف الجنود الأتراك، وسط غياب إحصائيات رسمية، بمثابة قنبلة في الأوساط السياسية".

وكانت أنقرة رحبت بخطوة نزع السلاح الكردي في مارس الفائت، معتبرة إياها فرصة "لتدمير جدار الإرهاب"، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد باستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم الوفاء بالوعود. 

يقرأون الآن