العراق آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

هل تملك إيران حق تقرير مصير فصائل العراق؟

هل تملك إيران حق تقرير مصير فصائل العراق؟

تتواصل القراءات المتباينة بشأن مستقبل الفصائل المسلحة في العراق، وسط تداول معلومات عن وجود رغبة إيرانية بإنهاء دورها العسكري وتحويلها إلى قوى سياسية بحتة، لكن تلك التسريبات قوبلت بتفنيد مباشر من قبل أطراف مقرّبة من محور المقاومة، رافضة ربط قرارات الفصائل بوصاية خارجية.

المحلل السياسي علي فضل الله، المقرب من الفصائل المسلحة، أوضح في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الخميس (10 تموز 2025)، أن "الحديث عن دعم إيراني لحل الفصائل لا يمتّ للواقع بصلة"، مشددًا على أن "العلاقة القائمة بين الجانبين تُبنى على قاعدة التحالف والتنسيق، لا التبعية أو الإملاء".

وأشار فضل الله إلى موقف طهران خلال مفاوضات غير مباشرة جرت في سلطنة عمان، حين طُرح ملف تقليص دعم محور المقاومة، موضحًا أن "إيران رفضت تحميلها مسؤولية قرارات تلك الفصائل، وأبلغت الوسطاء بوضوح أن لكل جهة قيادتها المستقلة، وأن التفاوض ينبغي أن يتم مع هذه الأطراف بشكل مباشر".

وأضاف أن "الفصائل العراقية تُبقي على احترامها وتقديرها للموقف الإيراني، لكنها لا تتلقّى أوامر من أحد، وتحافظ على قرارها السيادي"، معتبرًا أن "محاولات تصويرها كأذرع إيرانية مجردة من الإرادة الوطنية، تأتي ضمن سياق حملات إعلامية تستهدف شرعيتها في الداخل".

موقع الفصائل قيد التفاوض والجدل

ملف الفصائل لا يُقرأ منفصلًا عن موجات الضغط المتصاعدة التي تسعى أطراف إقليمية ودولية لتمريرها عبر قنوات دبلوماسية مرنة. خلال الأشهر الماضية، انطلقت مباحثات غير معلنة عبر سلطنة عمان بين طهران وجهات غربية، عُرض خلالها تخفيف الدعم للفصائل مقابل مكاسب تفاوضية تتصل بالملف النووي والوضع الإقليمي.

لكن التصريحات المسربة عن الموقف الإيراني أظهرت تمسّكًا بعدم التدخل المباشر في قرارات الميدان العراقي، في وقت تحتفظ فيه طهران بصلات دعم سياسي وأمني مفتوحة مع العديد من الفصائل في العراق، دون أن تذهب نحو فرض القرار عليها.

على المستوى الداخلي، يُعاد طرح أسئلة حسّاسة حول مستقبل هذه الفصائل ودورها في الدولة، وسط انقسام سياسي متجذر بين من يدعو إلى إدماجها الكامل ضمن المؤسسات الرسمية، ومن يراها ضرورة في سياق مواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع التوترات على حدود العراق والمشهد الإقليمي المضطرب، وفقا لمختصين.

يقرأون الآن