لبنان

إخلاء المنشآت المدنية التابعة لحزب الله.. ما السبب؟

إخلاء المنشآت المدنية التابعة لحزب الله.. ما السبب؟

في خطوة تحمل دلالات أمنية وسياسية، شرع حزب الله في تنفيذ عملية إخلاء منظمة لعدد من المجمعات والمنشآت المدنية والمراكز الخدماتية التابعة له، خصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، في مشهد يعكس حالة تأهب واضحة واستعداداً لمرحلة قد تتسم بتطورات ميدانية غير متوقعة.

وبحسب مصادر مطلعة، تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات احترازية يعتمدها الحزب، في ظل التبدلات المتسارعة على الساحة الإقليمية والضغوط الدولية المتزايدة التي قد تُفضي إلى تصعيد أمني مفاجئ. ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس قراءة دقيقة للمشهد الراهن، ومحاولة للحد من المخاطر المحتملة التي قد تطال بنيته المدنية والخدماتية، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً واحتمالات مفتوحة على أكثر من سيناريو.

ويُفهم من هذه الإجراءات أن حزب الله يعمل على إعادة تموضع داخلي يأخذ بعين الاعتبار التهديدات المتزايدة، سواء من خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية أو من خلال تغييرات قد تطرأ على المعادلات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

رد على قرار سحب السلاح 

معلوم ان المجتمع الدولي يطالب لبنان بيأجندة محددة يتم خلالها سحب سلاح حزب الله لا سيما من الجنوب، وقدم الموفد الأميركية توم براك مقترحا للحكومة اللبنانية يرتكز على عناوين عدة، أولها نزع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

كما ينص المقترح على إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب، وزيادة الجباية الجمركية، وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة.

وزيارة براك، إلى بيروت هي الثالثة منذ طرحه ورقته، حيث كانت الأولى في يونيو/ حزيران الماضي، التي قدم خلالها الورقة، والثانية يومي السابع والثامن من يوليو/ تموز الجاري.

وخلال مقابلة متلفزة في 27 يونيو/حزيران الماضي، قال براك إن "الجناح العسكري لحزب الله يجب أن يُحل بالكامل. لا نقصد الجناح السياسي، بل الهيكل العسكري الذي لا يمكن قبوله"، مشيرا إلى ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح.

في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في أكثر من مناسبة رفضه للمقترح الأميركي، وقال "على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه"، وفق تعبيره.

يقرأون الآن