دفعت موجة الحر الشديدة التي تضرب العراق منذ أيام، عددًا من المحافظات إلى إعلان تعطيل الدوام الرسمي أو تقليصه، وسط تصاعد شكاوى المواطنين من انقطاع الكهرباء وشحّ المياه في بعض المناطق.
وبلغت درجات الحرارة في مدن البصرة وذي قار وميسان نحو 51 درجة مئوية، فيما سجلت العاصمة بغداد 50 درجة، وفق بيانات الأنواء الجوية العراقية، وسط تحذيرات من استمرار الكتلة الحارة لعدة أيام قادمة، مع تصاعد احتمالات الإصابة بضربات الشمس، والإجهاد الحراري.
ففي ميسان، أعلن ديوان المحافظة تعطيل الدوام الرسمي ليوم الأحد، نظرًا لتجاوز درجات الحرارة "المستويات الطبيعية"، وهو تعبير تكرر في بيانات رسمية مماثلة صادرة عن محافظات البصرة، الديوانية، ذي قار، كربلاء، وواسط، والتي أوقفت الدوام في مؤسساتها الحكومية لذات السبب.
وفي بابل، لم يتم إعلان عطلة شاملة، بل جرى تعديل ساعات الدوام الرسمي لتكون من السابعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، فيما يبدأ دوام الموظفين الميدانيين من السادسة صباحًا حتى العاشرة، على أن يستكمل الدوام المسائي من العاشرة ليلًا وحتى الثانية بعد منتصف الليل.
أما محافظتا المثنى وديالى، فقد قررتا تقليص الدوام حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، طيلة الأسبوع المقبل، نظرًا لتأثير درجات الحرارة المرتفعة على الصحة العامة وسلامة العاملين.
ورغم هذه الإجراءات الوقائية، فإن العراقيين يواجهون صيفًا قاسياً في ظل استمرار أزمة الكهرباء، حيث سجلت بعض المدن انقطاعات تصل إلى 14 ساعة يوميًّا، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على التبريد والمولدات الأهلية.
وفي مناطق مثل البصرة وذي قار، تتعقد الأزمة أكثر بسبب شح المياه وارتفاع نسب الملوحة، حيث تراجعت مناسيب شط العرب بشكل ملحوظ، وتفاقمت معاناة السكان مع تفاقم الانقطاعات الكهربائية، ما جعل الحصول على مياه صالحة للاستخدام تحديًا يوميًّا.
وكانت وزارة البيئة قد حذرت في وقت سابق من موجات حرارية قد تتكرر خلال الصيف، نتيجة التغيرات المناخية وتراجع الغطاء النباتي، فيما دعا مختصون إلى ربط قرارات العطل الرسمية بخطط طوارئ تشمل تحسين خدمات الماء والكهرباء، وليس الاكتفاء بتعليق الدوام فقط.