لبنان

خاص "وردنا" - أسابيع حاسمة.. هل تستهدف إسرائيل بيروت؟

خاص

تكثرُ التحذيرات الدّبلوماسيّة التي تصلُ إلى لُبنان لضرورة حسمِ مسألة "حصر السّلاح بيد الدّولة" واتخاذ إجراءاتٍ سيّاسيّة ملموسة لتحقيق ذلك.

هذه التحذيرات حمَلت في طيّاتها إشارات عن نيّة إسرائيل تصعيدَ الوضعِ العسكريّ تحت عنوان سيّاسة "التّفاوض بالنّار" التي يعتمدُها رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو منذ لحظة السّابع من أكتوبر.

لا يعني التصعيد الإسرائيليّ بالضّرورة أن تشنّ إسرائيل حرباً شاملة على لبنان. لكنّ هذا لا يعني إطلاقاً أنّها قد لا تلجأ إلى استهدافاتٍ في عُمقِ لبنان لفرضِ مسألةِ "حصر السّلاح". تُحذّر مصادر سيّاسيّة أنّ تل أبيب قد تستأنف الضّغط من حيثُ توقّفَت مع دخول اتفاق وقف إطلاق النّار حيّزَ التّنفيذ في نهاية تشرين الثّاني الماضي.

شَهِدَ اليوم الأخير قبل سريان الاتفاق عدّة استهدافات طالت أبنيةً وشققاً ومحال تجاريّة في العاصمة بيروت. كما أنّ المُتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي كانَ قد نشرَ قبل مُدّة قصيرة تحذيرات لشخصيّات وشركات تعملُ في مجال الصّرافة ادّعى أنّها على علاقة بحزبِ الله. وكانَ قسمٌ كبيرٌ منها يتواجد في العاصمة اللبنانيّة.

كما تُحذّر مصادر دبلوماسيّة غربيّة أنّ إسرائيل لا تنوي شنّ حربٍ شاملة وواسعة على لبنان، لكنّها في حال استهدفت بيروت أو كثّفت من استهداف الضّاحية الجنوبيّة، فإنّ ذلكَ سيدفع حزب الله للرّدِ. وهذا ما يجعل أيّ صراعٍ مُحتمل قابلٌ للتوسّع في حال اتخذت تل أبيب الذّرائع لتوسيع الضّربات في حال ردّ حزب الله على الاستهدافات.

كذلكَ تقول المصادر إنّ حزب الله بات مُحرجاً أمام بيئته الحاضنة، خصوصاً أنّ الضّاحية الجنوبيّة استُهدفت أكثر من مرّة منذ سريان اتفاق وقف النّار، من دون أن يقوم الحزب بأيّ ردّة فعلٍ عسكريّة.

هل حزب الله قادرٌ على الرّد؟

تجيب المصادر أنّ حزبَ الله لا يزال يحتفظ بقسمٍ وازنٍ من ترسانتهِ العسكريّة على الرّغم من تسليمه أكثريّة المواقع والمخازن في منطقة قطاع جنوب الليطانيّ. لكنّ التقارير الغربيّة تُؤكّد أنّه لا يزال يحتفظ بقدرات ليس سهلة في شمال الليطانيّ، وخصوصاً في منطقة البقاع ومرتفعات إقليم التّفاح والجبّور والرّيحان.

لكنّ موازين القوى غير مُتكافئةٍ بين حزب الله وإسرائيل. إذ تنتظرُ الأخيرة أن يقومَ الحزب بأيّ ردّة فعلٍ للمُبادرة إلى رفعِ وتيرة العنف، بحجّة أنّه لم يُسلّم السّلاح. كما أنّ تل أبيب كانت قد أخطرت واشنطن قبل مدّة ليست ببعيدة أنّ حزب الله يواصل جهوده لتصنيع الصّواريخ والمُسيّرات وأنّها لن تتوانى عن استهدافِ هذه المواقع في حال تأكّدت من أماكنِ تواجدها، وذلكَ بحسب ما قال المصدر لـ"وردنا".

أضِف إلى ذلك أنّ الحزبَ بات أكثر تصلّباً في موضوع تسليم السّلاح لسببيْن: الأوّل أنّ إيران كانت قد أوعزَت إلى أذرعها، وتحديداً في العراق ولبنان، بعد العمليّات الإسرائيليّة – الأميركيّة ضدّ مواقعها النّوويّة والصّاروخيّة لعدم تسليمِ أيّ موقعٍ أو قطعة سلاح.

وهذا ما يُفسّر رفع مستوى الخطاب لدى قيادة حزب الله ومسؤوليه حول التّمسّك بالسّلاح، والمُطالبة فقط بـ"استراتيجيّة دفاع وطنيّ" من دون ذكر مسألة التسليم ولا حصر السّلاح بيد الدّولة اللبنانيّة. ويؤكّد ذلك أيضاً توقّف المفاوضات بين الحكومة العراقيّة وبعض الفصائل الموالية لإيران حول تسليم سلاحها للدّولة المركزيّة في بغداد.

أمّا الثّاني فهو ما شهِدَته سوريا من أحداث في السّويداء، وخشية الحزبِ من تحريك الحدود الشّرقيّة ضدّه.

تتسارع المُهلُ الإسرائيليّة – الأميركيّة مع السّياسة الدّاخليّة اللبنانيّة. فبينما يحاول رئيس الجمهوريّة جوزاف عون سلام ورئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي ورئيس الحكومة نوّاف سلام تجنيب لبنان ما هو آت. يُصرّ الحزبُ على التّصلّب بملفّ السّلاح مهما كانَت النّتائج..

يقرأون الآن