أفاد مصدر عشائري مقرّب من "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ "قسد" دفعت وجهاء عشائر عربية في محافظتي الرقة ودير الزور شمال شرقي سوريا، لمطالبة الحكومة السورية باعتماد نموذج "الإدارة الذاتية".
وقال المصدر -فضّل عدم الكشف عن اسمه- إنّ قائد "قسد" مظلوم عبدي، إلى جانب مسؤولين في "الإدارة الذاتية" ولجان العلاقات عقدوا، خلال الشهرين الماضيين، اجتماعات عدّة مع ممثلي المجالس المحلية ووجهاء العشائر العربية في الرقة ودير الزور.
وكان الهدف من تلك الاجتماعات "دفع العشائر العربية إلى تبنّي مشروع (الإدارة الذاتية) كمطلب شعبي محلي، بغضّ النظر عن مستقبل قسد في المنطقة، واحتمالية انسحابها منها ".
وأوضح المصدر أنّ "قسد أبلغت العشائر بنيّتها الانسحاب لاحقاً من الرقة ودير الزور، وأنّه من حق السكّان المحليين إدارة مناطقهم وفق صلاحيات واسعة، بعيداً عن سعي الحكومة المركزية لفرض سلطتها المطلقة وتهميشهم".
وأضاف أنّ "قسد أكّدت للعشائر بأنها ستُبقي على المؤسسات المحلية والإمكانات اللوجستية في المنطقة، لضمان تمكين السكّان من إدارة شؤونهم بأنفسهم، بعد عملية اندماج مرتقبة مع مؤسسات الدولة السورية".
وبحسب المصدر، فإنّ "الهدف من هذا التوجّه هو تحويل مشروع الإدارة الذاتية إلى مطلب شعبي عام في مناطق شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على قسد في محافظة الحسكة ومناطق أُخرى تملك فيها نفوذاً واسعاً، عبر تسليم الرقة ودير الزور إلى شخصيات محلية مقرّبة منها أو ممن يعملون ضمن مؤسساتها".
"قسد": لا انسحاب قبل حل كلّ القضايا
من جهة أخرى، أفاد مصدر مطّلع من "قسد" على سير المفاوضات مع دمشق، بأنّ "أي انسحاب محتمل من المناطق التي تسيطر عليها قسد، لن يتم إلا بالتوافق على مختلف الملفات، وفي مقدّمتها، اعتماد نظام حكم لا مركزي".
وأضاف المصدر أنّ "عملية الاندماج المتفق عليها مع الحكومة السورية يجب أن تتم بناءً على الحفاظ على هيكلية قسد وأجهزتها الأمنية وموظفيها، بحيث تتولى مهام الأمن والحماية في شمال شرقي سوريا، مع دمجها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين".
وشدّد المصدر على أنّ "أي محاولة من الحكومة المركزية لحل قسد ومؤسساتها ودمجها كأفراد، مرفوضة رفضاً قاطعاً ولن تُقبل مهما كانت العواقب".
ولفت إلى أنّ "الدعوة إلى الحكم اللامركزي لا علاقة لها بأي مشاريع انفصالية أو تقسيم، بل تمثل الخيار الأمثل لضمان وحدة سوريا واستقرارها، وعدم تكرار ما حدث من مجازر وانتهاكات في الساحل والسويداء، كما أنّها تقطع الطريق أمام تدخلات خارجية تسعى إلى زعزعة أمن البلاد"، وفقاً لقوله.
عبدي يجتمع مع عشائر دير الزور
وأمس السبت، عُقد في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة اجتماعاً موسعاً داخل القاعدة الأميركية، ضمّ قيادات من "قسد"وممثلين عن المجلسين المدني والعسكري لمحافظة دير الزور، إلى جانب عدد من وجهاء العشائر وشخصيات ثقافية من المنطقة.
وتركّزت نقاشات الاجتماع، الذي ترأسه "عبدي"، حول مستقبل محافظة دير الزور، مشيراً "عبدي" إلى أنّ أي تقارب مع حكومة دمشق سيأتي وفق شروط، أبرزها: الإبقاء على هيكل "الإدارة الذاتية" وعدم حلّها، ودمج القوات ضمن ترتيبات متفق عليها.
وفي وقتٍ سابق أمس، كشفت مصادر مطلعة، عن تأجيل اجتماع كان مقرّراً عقده في العاصمة الفرنسية باريس بين مسؤولين من الحكومة السورية ووفد من "الإدارة الذاتية"، وذلك بطلب من التحالف الدولي، الذي أبلغ القرار رسمياً لـ "قسد".
وبحسب مصدر مشارك في التحضيرات لاجتماعات باريس، فإنّ التأجيل جاء بناءً على طلب من "جهة حكومية"، إثر التطورات في محافظة السويداء، وتدهور الوضع الأمني جنوبي سوريا، إضافة إلى ما وصفته المصادر بـ "ضعف أداء الحكومة السورية وعجزها عن السيطرة على الموقف".