اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعوية إلى القرى الجنوبية الحدودية بزيارة بلدة علما الشعب في قضاء صور، يرافقه السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، وسط تدابير أمنية مشددة نفذها الجيش اللبناني. وكان في استقباله مطرانا صور للموارنة والروم الكاثوليك شربل عيد الله وجورج إسكندر، قائد قوات "اليونيفيل" ديوداتو أبنيارا، المعاون البطريركي المطران إلياس نصار، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، المسؤول الإعلامي للصرح البطريركي وليد غياض، كاهن رعية البلدة الأب مارون غفري، رئيس البلدية شادي صياح، رئيس نادي علما الشعب إيلي عيد، وفعاليات وأهالي البلدة والجوار.
وفي كلمة ترحيبية، قال الأب غفري: "نستقبلكم في رعيتنا وبلدتنا في زيارة طالما انتظرناها، وقلوبنا مملوءة محبة واحترامًا. من قلب الدمار، من كنيسة قصفت قبتها وجرحت حجارتها كما جرح جسد الرب السري، نرحب بكم وكلنا إيمان أن حضوركم رسالة رجاء في زمن عزّ فيه الرجاء، ورسالة بأن السلام ممكن ونحن في قلب الكنيسة الجامعة". وأضاف: "نحن باقون في أرضنا رغم كل ما أصابنا، نصلي كل يوم رغم النزيف، نبني من تبرعات أبناء الرعية في ظل غياب تام لمن تقع عليهم مسؤولية إعادة الإعمار، ونشهد رغم التخلي، صرختنا إليك صرخة أبرياء وجدوا أنفسهم وسط عاصفة هوجاء أو بمحاذاة نار بركانية التهمت اليابس والأخضر".
بدوره، أكد رئيس البلدية شادي صياح أن علما الشعب "بلدة متألمة نال منها الدمار لكنها لا تزال حية بإيمان أبنائها وثابتة بالرجاء الذي لا ينكسر"، مشيراً إلى أن الأشهر الماضية كانت من "أقسى أنواع الحروب، هُدمت البيوت وتشردت العائلات وضاع العمر والتعب، لكننا لم نستسلم وصمدنا بما بقي لدينا".
البطريرك الراعي استهل كلمته بتحية قائد "اليونيفيل" مشيدًا بعلاقتهما القديمة منذ كان قائداً للقطاع الغربي في الجنوب عام 2018، وبجهوده في دعم سكان المنطقة. وأكد أن "كفى حروباً، نحن طلاب سلام لا حرب، ونأمل إحلال السلام وإعادة الإعمار"، مثنيًا على تمسك الجنوبيين بأرضهم وبكل حبة تراب، وداعياً من كنيسة السيدة في علما الشعب إلى أن "نكون يداً واحدة وننشد السلام".
وقد ترأس الراعي قداسًا احتفاليًا على نية السلام، قبل أن ينتقل إلى بهو الكنيسة للقاء الأهالي والاستماع إلى معاناتهم وهواجسهم، حيث شددوا على تمسكهم بأرضهم وطالبوا بإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية التي أحدثت أضراراً جسيمة في المنازل والبنى التحتية.