لبنان

خاص "وردنا"- استقبال "بارد" للاريجاني في بيروت...تعددت الاسباب والنتيجة واحدة

خاص

تصوير: عباس سلمان

خاص "وردنا"- استقبال "بارد" للاريجاني في بيروت...تعددت الاسباب والنتيجة واحدة

على إيقاع التصعيد من جانب "حزب الله"، والتصريحات الايرانية النارية الرافضة لقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح في يد الجيش اللبناني، والتي استدعت ردة فعل من قبل اللبنانيين الى حد مطالبتهم باستدعاء السفير الايراني، وصل الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان.

 وفيما كثرت التحليلات حول ما يمكن أن يحمله لاريجاني في جعبته اذ اعتبر كثيرون ان زيارته تندرج في إطار "طحشة" ديبلوماسية إيرانية في مواجهة "الطحشة" الأميركية قبل أيام من عودة الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك الاثنين المقبل، حاملاً الردّ الإسرائيلي على الموقف اللبناني، اكتسبت زيارته طابعا خاصا، وتابعها اللبنانيون على المستويين السياسي والشعبي بكثير من الاهتمام خصوصاً انّها تأتي بعد تولّيه منصبه الجديد، وبعد صدور قرار الحكومة بنزع سلاح "حزب الله".

وبعيدا عن التحليلات والتأويلات حول أهداف الزيارة عشية انعقاد جلسة بين الجانبين الاميركي والايراني حول الملف النووي، تجمع عدد من مناصري "الحزب" على طريق مطار بيروت لاستقباله كما استقبله في المطار ممثل وزارة الخارجية رودريك خوري ونواب من حزب الله وحركة أمل،وممثلي فصائل فلسطينية. وغاب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي الذي قيل عنه انه يرفض اللقاء بالضيف الايراني كما غاب أي مسؤول رسمي كبير بحيث اعتبر المراقبون ان الاستقبال على المستويين الرسمي والشعبي كان فاترا وباردا، ولم يكن على قدر التجييش الذي حصل قبل أيام، والدعوات الى المشاركة الكثيفة في استقبال الموفد الايراني.

إذا، تجمع أنصار من "حزب الله" على طريق مطار بيروت لاستقبال لاريجاني الذي أكد أن بلاده ستقف إلى جانب الشعب اللبناني "في كل الظروف"، وانه "من المقرر أن أجري لقاءات عدة مع المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رؤساء الجمهورية والنواب والوزراء ونحن دوما نبحث ونسعى إلى تحقيق مصالح لبنان العليا".

وبعد مغادرته المطار، أوقف لاريجاني الموكب ووجّه تحية لمستقبِليه على الطريق .

وفي هذا السياق، اعتبر أحد المراقبين في حديث لموقع "وردنا" ان حزب الله رغم عدم دعوته رسميا للمشاركة الشعبية في استقبال لاريجاني الا ان الاستقبال كان خجولا ومتواضعا، ولم ينجح في ايصال رسالته بأنه لا يزال متلاحما ومرتبطا بإيران، وفي وحدة المسار والمصير.

وبمقاربة موضوعية، ومن منظور علمي، أوضح المحلل السياسي أمين بشير ان التجربة تقول ان الاحزاب عندما تكون في قمتها تحاول اختزال الطائفة، وعندما تضعف تتغير المعادلة. وهذا ما يحصل اليوم مع "حزب الله" اذ بعد الانتكاسة التي تعرض لها، وتجفيف كل منابعه، لم تعد تؤيده بيئته كما في السابق. وليس خافيا على أحد ان قسما منهم ليس لديه مصلحة في الاستمرار معه، لكن يبقى البعض الملتزم عقائديا، مؤيدا له وينتسب اليه. وما رأيناه اليوم من استقبال على طريق المطار يترجم تراجع التأييد الشعبي. وهناك اشارات كثيرة تدل على ذلك.

ولفت الى ان البعض يقول ان هناك شرخا داخل صفوف حزب الله. كما في ايران قيادة الحرس الثوري المتشدد وقيادة الرئيس الاكثر ديبلوماسية، ليس مستبعدا ان يكون هناك شرخا بين قيادة سياسية ديبلوماسية داخل الحزب تحاول التعاطي مع الامور بتروي وديبلوماسية، وأخرى أكثر تشددا، وتريد استخدام القوة والضغط في السياسة ومن خلال الشارع. لكن هذه النظرية ليست ناجحة، وما حصل حين أقرت القرارات الحكومية لناحية حصر السلاح لم تأت التحركات كما التوقعات. كلها مؤشرات تدل على انه لم يعد لدى الحزب القوة لتغيير قرارات حكومية مدعومة دوليا. ولاريجاني يريد ايجاد نوعا من التوازن في الصراع الاميركي الايراني على أرض لبنان. لكن السؤال: هل تستطيع ايران الوقوف في وجه أميركا في لبنان؟. هذا ما نشك به.

وكشف بشير ان رئيس الجمهورية لا يريد تدوير الزوايا بعد اليوم أو اعطاء الفرص لأي طرف، وما اتخذ من اجراءات وقرارات لا تراجع عنها. والجو السياسي اليوم غير مرحب بزيارة لاريجاني الذي يتدخل في الشؤون السياسية والسيادية اللبنانية.

يقرأون الآن