أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في مقابلة على قناتي "العربية" و"الحدث" أن لبنان يشهد تحولًا سياسيًا كبيرًا يتمثل في استعادة المؤسسات لدورها، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية، كغيرها من مؤسسات الدولة، بدأت تستعيد موقعها الفاعل على الساحتين العربية والدولية بعد سنوات من الغياب نتيجة السياسات الخاطئة.
وشدد على أن حزب الله يحتكر تمثيل الطائفة الشيعية ويتاجر بحقوقها.
وأكد أن الحرب الأهلية لا تكون عندما تفرض الدولة سلطتها، ومن يتحدث عن حرب أهلية، هو من يهدد بها وقرار حصر السلاح اتُّخذ، وسيُنفذ، ولا تراجع عنه.
وأضاف أنه لا مانع من تأجيل محدود زمنيًا، لكن التأجيل المفتوح مرفوض
كما أوضح الوزير رجي أن الحكومة الحالية اتخذت قرارًا تاريخيًا بحصر السلاح بيد الدولة، وتم تكليف الجيش بإعداد خطة متكاملة لآلية التنفيذ، من المقرر عرضها خلال جلسة مجلس الوزراء في 2 أيلول/سبتمبر المقبل. كذلك، أشار إلى أن أي تأجيل تقني مقبول إن كان محدودًا زمنيًا سواء كان اسبوعا او اسبوعين، لكن لا مجال للتأجيل المفتوح.
حول زيارة المبعوث الأميركي طوم براك، كشف الوزير رجي أن الجانب الأميركي قدّم خطة متكاملة تشمل الانسحابات، إعادة الإعمار، وحصرية السلاح، ولبنان وضع ملاحظاته على هذه الخطة، وتم التوصل إلى تصور مشترك، مع تأكيد ضرورة التزام إسرائيل بمبادرات حسن النية، ومنها الانسحاب من الأراضي المحتلة وتسليم الأسرى.
وعن الجدل حول زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، شدد الوزير رجي على أن "الزيارات الإيرانية تتم بالتنسيق مع السلطات اللبنانية"، لكنه رفض لقاء لاريجاني نظرًا لـ"تصريحات القيادة الإيرانية المسيئة للدولة اللبنانية وتدخلها في شؤوننا الداخلية وتمويلها لتنظيمات مسلحة خارجة عن الشرعية". أضاف: "سبق أن التقيت وزير الخارجية الإيراني وسفير إيران في لبنان، وكنا دائمًا واضحين نحن نريد علاقات جيدة مع الجميع، لكن شرط احترام سيادتنا".
رجي ردّ على إعتبار لاريجاني أن إبداء الرأي لا يعني التدخل قائلاً: "المشكلة ليست في إبداء الرأي، بل في التمويل والتسليح والدفع نحو التمرد على الدولة".
من جهة أخرى، أكد الوزير رجي أن قرار حصر السلاح لا علاقة له بأي أجندة خارجية، بل هو مطلب لبناني شعبي داخلي، مضيفًا: "نريد دولة طبيعية تحكمها مؤسسات رسمية واحدة، لا ميليشيات".
وفي رده على التهديدات والتلويح بحرب أهلية، قال رجي: "الحرب الأهلية لا تكون عندما تفرض الدولة سلطتها، بل حين يتمرد البعض على الدولة. من يتحدث عن حرب أهلية، هو من يهدد بها".
في الشأن الإقليمي والدولي شدد رجي على أن العلاقة مع سوريا قائمة على أساس احترام السيادة والتنسيق قائم في عدة ملفات.
كما عبّر عن ارتياحه للتقارب مع دول الخليج، خصوصًا المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى "أجواء إيجابية وشراكة مرتقبة". كما أكد أن لبنان الرسمي خرج من سياسة المحاور، رغم محاولات بعض الأطراف الداخلية إعادة ربطه بمحور الممانعة، داعيًا الجميع إلى العودة للبنانيّتهم والانخراط في مشروع الدولة.
وفي ما يتعلق بتعليق حق لبنان في التصويت في الأمم المتحدة، أرجع الوزير رجي السبب إلى الأزمة المالية، مؤكدًا العمل على تسديد المتوجبات ضمن خطة اقتصادية شاملة.