أكد الباحث في الشأن السياسي جمعة محمد كريم، أن محادثات السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لم تكن بمنأى عن تداعيات الصراع الدائر في المنطقة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا النزاع يعيد رسم حسابات الأطراف الإقليمية كافة.
وقال كريم في حديث لـ”بغداد اليوم” إن “كل ملفات المنطقة، ومنها مسار السلام بين أنقرة والعمال الكردستاني، تأثرت بشكل مباشر بتصاعد الحرب في المنطقة”، مبيناً أن “تركيا تترقب ما ستؤول إليه نتائج المواجهة الإقليمية قبل أن تقدم على أي خطوات عملية في ملف المفاوضات”.
وأضاف أن “تريّث أنقرة انعكس على موقف حزب العمال، الذي أوقف المحادثات بشكل مؤقت بانتظار بروز مبادرات تركية جديدة”، لافتاً إلى أن “الحديث المتصاعد عن عودة الحرب الإقليمية يعزز قناعة تركيا بعدم الاستعجال في اتخاذ أي قرار بشأن العملية السلمية”.
وختم كريم بالقول إن “توازنات القوى التي ستفرضها الحرب ستحدد ملامح المرحلة المقبلة، وهو ما يجعل ملف السلام مؤجلاً حتى تتضح الصورة الإقليمية”.
وشهدت العلاقات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (PKK) محاولات متعددة لفتح قنوات تفاوضية بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من أربعة عقود، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين على حد سواء.
اليوم، تتزامن أي محاولات جديدة للحوار مع أجواء إقليمية شديدة التعقيد، إذ يفرض الصراع الإيراني – الإسرائيلي وما يرتبط به من تدخل أمريكي حالة من الترقب على موازين القوى في المنطقة.
وربما تدرك أنقرة وحزب العمال أن نتائج هذا الصراع قد تعيد رسم التحالفات والمعادلات الأمنية، ما يجعل قرار المضي قدماً في العملية السلمية مؤجلاً حتى تتضح صورة المشهد الإقليمي.