دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"مجزرة الصحفيين" في غزة.. 9 حقائق تنسف رواية إسرائيل

الحقائق التي سبقت «مجزرة الصحفيين» في مستشفى ناصر بخان يونس في قطاع غزة، تنسف رواية الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه كانت هناك كاميرا أعلى المبنى تابعة لحركة حماس لمراقبة تحركاته، ما دفعه إلى قصفها بدبابة، وهو قرار من المفترض أن يتخذه قائد بدرجة لواء قبل تنفيذه، لكن بالطبع لم يكن هذا ما حدث على أرض الواقع.

بث مباشر لا كاميرا مراقبة

أُطلقت قذيفتان دقيقتا التوجيه بفارق عشر دقائق على مستشفى ناصر في غزة، حيث قُتل عشرون شخصاً، بينهم خمسة صحفيين وعدد من المسعفين والمرضى، وسُجِّلت جميع الأحداث التي وقعت في وضح النهار وتم بثها فوراً أمام العالم.

وكالة رويترز التي كان مراسلها من بين القتلى، ردت على مزاعم الجيش الإسرائيلي بشأن الكاميرا التي كانت تراقبه وجرى استهدافها، حيث قالت إنها كانت تستخدم لبث فيديو مباشر لوسائل الإعلام الدولية.

لا أطباء أجانب

بحسب ما روى شهود عيان، فإنه كان من اللافت صباح الاثنين وقت وقوع المجزرة، عدم وجود أي أطباء أجانب في المستشفى، على غير العادة، حيث تم إعلامهم قبل الضربات، بضرورة حضور دورة تدريبية في منشأة قريبة، وبحسب قول أحد الأطباء المعنيين، أنه تم إبلاغ الأطباء الأجانب بخضوعهم لتدريب إلزامي، يستلزم الحضور وليس عبر الإنترنت، وهو ما دفعهم لمغادرة مستشفى ناصر في التاسعة صباحاً، وبعد ذلك بأربعين دقيقة تقريباً تم القصف.

وبينما تم إجلاء الأطباء الأجانب، أجريت عملية جراحية في الصدر في غرفة العمليات بالطابق الرابع، فيما كان المسعفون يراقبون المرضى في وحدة العناية المركزة المجاورة، واكتظت أجنحة وممرات المبنى بأشخاص يعانون سوء التغذية وجروح ناجمة عن انفجارات.

رفض الإذن لأطباء بريطانيين

كان من المقرر أن تصل مجموعة أطباء بريطانيين بينهم استشاري جراحة عامة، الأسبوع الماضي، إلى مستشفى ناصر، إلا أن مسؤولين إسرائيليين سحبوا الإذن لهم بدخول غزة في اللحظة الأخيرة، ودون إبداء أي تفسير، بحسب التليغراف.

مشكلة الواي فاي والشرفة

اعتاد الصحفيون الذين يغطون الذهاب إلى مستشفى ناصر على مدار الأيام السابقة، لسببين: أولهما أنه أحد الأماكن القليلة في غزة حيث يمكنك الحصول على خدمة واي فاي موثوقة، وثانيهما أن المستشفى هو المكان الذي يمكن فيه الحصول على القصص الإخبارية، وبالطبع أرسلهم المسؤولون عنهم إلى التغطية في المستشفى، خصوصاً بعد إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن المجاعة في غزة، وبالطبع لم يبق مستشفى كبير في القطاع المدمر سوى ناصر، ومن الطبيعي أن يكون وجهة الصحفيين.

وبحسب عدد من المراسلين، فإن الفيديوهات التي تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توثق الحضور الإعلامي الكبير في الطابق العلوي من المبنى على مدى عدة أشهر، ويقول أحد المراسلين إنه «منذ بداية الحرب، اعتمد على هذا المكان في مجمع ناصر الطبي باعتباره النافذة الوحيدة للوصول إلى الإنترنت».

معلومات من هاوٍ إسرائيلي

من بين التفاصيل اللافتة، ما ذكرته القناة 12 العبرية، وسيلة الأخبار الرئيسية في إسرائيل، أنه جرى الاستهداف بناء على معلومات من شخص معروف أنه هاوٍ إسرائيلي متحمس للاستخبارات مفتوحة المصدر. وهو الشخص ذاته الذي حقق شهرة واسعة في الساعات التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر عندما قدم معلومات للقوات الإسرائيلية على الأرض.

وأفادت وسائل الإعلام العبرية أن هذا الشخص يحمل رخصة امتلاك وتشغيل معدات استخباراتية، ويقود مجموعة مكونة من نحو 30 شخصاً يقومون بمعالجة المعلومات وتصفيتها قبل تقديمها للقوات على الأرض، والذي أثار ريبة القوات حول قيام الكاميرا بمراقبة حركة الجنود. ويقال إن قائد لمجموعة غولاني أصدر تعليمات للدبابة بقصف المستشفى، ليس مرة واحدة بل مرتين.

أزمة لواء غولاني

على بُعد أقل من كيلومترين من المستشفى، كانت قوات الجيش الإسرائيلي ومن بينهم جنود من لواء غولاني الذي تعرض لخسارة أكثر من 70 من عناصره في هجوم 7 أكتوبر، كما اتهم بعض عناصره في 23 مارس 2025، بقتل ودفن 15 مسعفاً كانوا يسافرون في سيارات الإسعاف في رفح.

بحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن الفرقة 36 مدعومة بدبابات ميركافا، التي تمتاز بمدفعها الرئيسي ذي الماسورة الملساء عيار 120 ملم أحد أكثر المدفعيات تطوراً من نوعه، ويمكنه إطلاق صواريخ وقذائف موجهة بدقة، وهو ما قامت به عندما استهدفت أعلى المبنى حيث يوجد الصحفيين، بناء على أوامر أحد قادة الفرقة.

موافقة لواء

ووقعت الضربة الأولى في الساعة 10.06 صباحاً بالتوقيت المحلي، ما أسفر عن مقتل بعض الصحفيين، وجاءت الضربة الثانية بعد 10 دقائق عندما هرع عمال الإنقاذ إلى مكان الحادث. وفي المجمل، قُتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وجُرح العشرات. ويظهر فيديو انتشر حول العالم، بوضوح مجموعة من تسعة رجال، ثلاثة منهم يرتدون ملابس الإنقاذ، على سلالم المبنى المتضرر عندما أصابتهم قذيفة ثانية بشكل مباشر.

وإطلاق النار على المستشفى يتطلب موافقة قائد برتبة لواء، لكن بحسب صحيفة هآرتس لم يتم الحصول على هذه الموافقة، ويشير رد الجيش الإسرائيلي إلى أن إطلاق النار كان موجهاً ضد أشخاص يحملون كاميرات على السطح، وقد شوهدوا هناك عدة مرات في الأيام الأخيرة. وكان الافتراض أن إطلاق النار كان يستهدف موقع مراقبة تابعاً لحماس، لكن هذه الرواية تم دحضها حتى في وسائل الإعلام العبرية.

بيان نتنياهو بالإنجليزية فقط

وكان من اللافت قيام نتنياهو بإصدار بيان حول الحادث باللغة الإنجليزية فقط يصف فيه عمليات القتل بأنها «حادث مأساوي»، لكنه لم يصدر مثل هذا البيان باللغة العبرية، وبدلاً من ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن ستة من القتلى عُرفوا بأنهم مسلحون تابعون لحماس وأن أحدهم كان من بين مهاجمي 7 أكتوبر، دون أي دليل على ذلك.

ومن بين الحقائق أن إسرائيل منعت الصحفيين الدوليين من دخول غزة بحرية لتغطية الحرب، وقتلت بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين زعمت أنهم أعضاء في حماس أو جماعات مسلحة أخرى. وقُتل حوالي 200 إعلامي، غالبيتهم من الفلسطينيين، منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وهو ما يؤشر إلى أن إسرائيل لا تريد للعالم أن يرى حجم ما يحدث في غزة، وفقاً للجنة حماية الصحفيين.

ماذا أظهر البث المباشر؟

ما سبق «مجزرة الصحفيين» يوم الاثنين كان عبارة عن طاقم طبي منهك يواصل عمله ومجموعة من الصحفيين خيموا في أعلى المبنى يتفقدون رسائل البريد الإلكتروني وينتظرون قصة، وكانت هناك كاميرا نشطة موجهة نحو الساحة أمام المستشفى، وهي التي استخدمتها رويترز للبث المباشر إلى العالم عبر الإنترنت.

وبحسب الموجود على الإنترنت، فإن البث أظهر الناس يتجولون في الساحة أمام المستشفى، وفي بعض المراحل، تبتعد الكاميرا قليلاً لتظهر المباني المدمرة والدخان يتصاعد في الهواء.

يقرأون الآن