رعى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط بحضور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، الاحتفال المركزي الذي اقامته مؤسسة العرفان التوحيدية في فرعها - البساتين (الشحار الغربي)، وبمشاركة الشيخ نعيم حسن والنواب: اكرم شهيب، وائل ابو فاعور وهادي ابو الحسن، قائد الشرطة القضائية العميد زياد قائدبيه، عقيلة النائب جنبلاط السيدة ديانا، مفوض الحكومة في مجلس الانماء والإعمار زياد نصر، امين سر جمعية اصدقاء العرفان الشيخ وجدي ابو حمزة، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب، القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي ناصر زيدان والمدير العام السابق أنور ضو، إلى جانب حشد من المشايخ وممثلين عن عدد من القيادات الامنية ورؤساء جامعات وشخصيات اكاديمية وثقافية واجتماعية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، اضافة إلى رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع والهيئتين الادارية والعامة والمدراء والمسؤولين التربويين والمعلمين في المؤسسة واهالي الطلاب والتلامذة المتخرجين والمتخرجات.
القى رئيس بلدية البساتين غسان رافع كلمة مرحباً، ومثنيا على دور الفرع للمؤسسة في المنطقة، ومنوها بالنتائج الايجابية التي حققها.
رافع
وفي كلمته شرح رئيس المؤسسة الشيخ نزيه رافع بدايات تأسيس العرفان قائلا: " لقد أضحت رسالة التربية والتعليم بالنسبة لي اسمى قضية وهدف"، مضيفاً: "ان هذه المناسبة الطيبة اليوم في البساتين والشحار الغربي تعني لي الكثير، ليس لأنها فقط تقام في بلدتي ومسقط رأسي، بل لكون البساتين بلدة التاريخ والحضارة والكرامة والطهارة".
شيخ العقل
والقى شيخ العقل كلمة قال فيها: "إذا كانت الرؤية التربوية الثاقبة لحضرة رئيس المؤسسة ومعاونيه من المدراء والتربويين عنوانَ النجاح والتفوُّق، فإنّ الوفاءَ الصادقَ لوجوه العرفان النيِّرة هو عنوانٌ أساسيٌّ للنجاح أيضاً، وشيمة العرفان الوفاء، كانت ويجب أن تبقى، وفاءً للسلف الصالح والمشايخ الأجلَّاء، وفاءً لنهج المختارة الوطني والإنساني، وفاءً لتضحيات أبناء العرفان المخلصين الراسخين في ولائهم والتزامهم، ووفاءًللمجتمع التوحيدي الذي احتضن العرفان واحتضنته والذي يعتزّ ويفتخر بدورها التربوي والديني والوطني".
وأضاف: "إنّ ما يواجهُ طائفتنا اليوم أكبرُ ممَّا يجوزُ السكوت إزاءه في حالةٍ استثنائية تمرُّ بها المنطقة، وتحت وطأة مخطّطٍ خبيث يرمي إلى ضرب جذور الهوية والمجتمع، والهيمنة على الفكر والوجدان والقرار، توازياً معَ السيطرة على الأرض والمقدّرات، مما يتطلبُ منا الحذرَ واليقظة والثبات والتماسك الاجتماعي والتمسُّك بالثوابت الوجودية للموحدين الدروز، ثوابت المعتقد الديني التوحيدي والقيم الاجتماعية المعروفية والولاء الوطني الفاعل. من هذا المنطلق كنَّا وما زلنا مصرّين على الوقوف إلى جانب قيادة وليد جنبلاط في مواجهة التحديات، يقيناً واقتناعاً بما لديه من بُعد نظر وتبصُّرٍ بالواقع وبالمستقبل، بالرغم من حملات الإساءة ومحاولات التخوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمساعي التخريبية، وهو ما سيُقرُّه العقلُ وما سيُثبِتُه التاريخ، بأن وليد جنبلاط هو الحريصُ الأول على حفظ الطائفة والهوية، والسدُّ الأكثرُ مناعةً في وجه عواصف التضليل وقلب الحقائق والتنكُّر للتاريخ والأصول".
وتابع: "من هنا قلنا ونقول إنّ الانفصال عن الوطن وعن التاريخ والهوية ليس مطلبَ أحدٍ من أبناء الجبل الأصيلين، وان كان يحقُّ لهم التعبير عن حنقهم مما حصل ورفضهم العيشَ مع التطرف والتكفير والهمجية، مما يؤكد أنه لا بدّ من إيجاد صيغةٍ متقدِّمة تعزز ثقةَ الناس بالدولة وتضع حدوداً للهواجس والتجاوزات، فهل هذا ممكنٌ في ظل ما حصل وبعد ما تغلبت العصبيةُ العشائرية على الروح الوطنية، ولغةُ التخلف والتشدد والحقد على لغة الشراكة والديمقراطية واحترام الآخر؟ الأمرُ متعلقٌ بالخارج والداخل على السواء، إذ إنّ من الضروري قيامَ حوارٍ داخلي بهذا الاتجاه من عقلاء القوم وحكمائهم، ومسعى جدّي من الدولة بعد أخذ العبرة مما حصل والاعتراف بأنّه أثبت فشلَ استعمالِ القوّة مع الشعب، ومن الضروري جداً تحمُّلُ الدُّولِ العربية المعنية والدولِ المؤثّرة مسؤوليتَها في رعاية أي اتفاقٍ يُطمئن مكوناتِ الشعب السوري ويُعيدُ بناء الثقةِ بين أبناء الجبل والعاصمة. من جهتنا، وبالتفاهم مع وليد بك وتيمور بك، أخذنا منحى الاهتمام بالشأن الإنساني لدعم أهلنا في السويداء، فأطلقنا الصندوقَ الخيري الانمائي في دار الطائفة، وطلبنا من الأصدقاء المساعدة في تغذيته، ونسعى لأن تكون لهأذرعٌ في بلاد الانتشار ليكون هذا الصندوق بمثابة الاحتياط الاستراتيجي للطائفة، وقد خصّصنا الحملة الأولى لتكون موجَّهة لدعم أهلنا في السويداء، وكان اللقاء الخاصُّ بالأمس في دار الطائفة بحضور تيمور بك ونخبة من أهل الرأي والفضل والأيادي البيضاء للتعريف بالحملة ولاستنهاض الطاقات الخيِّرة في مجتمعنا، والتي أتت نتائجُها كما توقّعنا، بدعمٍ أساسي من وليد بك وتيمور بك يصل إلى النصف مليون دولار أميركي إضافةً إلى ما قدّماه سابقاً بما يزيد عن مئتي ألف دولار، وما قدَّمه الكرماءُ من أهلنا وما يقدِّمونه على مختلف المستويات والإمكانيات، فلهم الشكر ولهم الأجرُ والثواب".
واستطرد: "المؤامرةُ خبيثةٌ وشرُّها سيطالُ الجميع إذا لم نكن متّحدينَ متفهّمينَ لأفكار بعضنا بعضاً، وما أدرانا بلعبة الأُمم وأحابيلِها! فلا الشارعُ ولا مواقعُالتواصل هي الحلّ الملائم للتفاهم والتعبير عن الرأي، بل هي مكانُ دخول الأعداء علينا والعبث بقراراتنا، فهل نرضى بذلك، ونحن أهلُ العقل والوعي والسباقون في المحافظة على الكرامة العامة؟".
جنبلاط
واخيراً القى صاحب الرعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط كلمة قال فيها: "في هذه المرحلة الحساسة التي نعيش فيها مشاعر الحزن والغضب لما جرى في السويداء، لا بد من التأكيد على أنه لا تُبنى الدول بالعنف، ونحن نجدد التعزية بالشهداء والإدانات واستنكار الجرائم التي ارتُكبت في جبل العرب. كما ندعو الى دعم المحافظة والتعويض على المتضررين في السويداء، وإعادة بناء ما تهدّم، وإطلاق المختطفين، ونطالب بتحقيق دولي شفاف، وكذلك محاسبة كل من ارتكب هذه الجرائم. لا يمكن لسوريا الجديدة والموحَّدة أن تقوم الا على العدالة والمساواة وحكم القانون، وهذه مسؤولية الحكومة الجديدة وهي مدعوّة لحماية سوريا الجديدة من كل مرتكب او متعصّب".
أضاف: "من جهة أخرى لا يمكن لدروز سوريا الذين عاشوا في سوريا مع أبناء وطنهم الآخرين بوحدتها واستقلالها أن يعيشوا خارج تاريخهم وخارج تراثهم وخارج وحدة وطنهم. ودعوات الانفصال هي انقلاب على تاريخهم وهويتهم وستؤدي إلى خدمة مخططات إسرائيل التي لا تهتم الا الى تقسيم المنطقة والى مزيد من الحروب الطائفية والأهلية التي قد لا تقف عند حدود الوطن السوري. هويتنا وانتماؤنا عربي وإسلامي، وتاريخنا هو انتماء حضاري لهذه الأمة والدفاع عنها ونحن هنا في لبنان لم نمنح فرصة لفتنة بين أهل التوحيد وأي من أبناء وطنهم، عشنا الحروب وآلامها ولا يمكن أن نقبل أن يجرّنا أحد إليها مجددًا".
وتابع: "يعرف أهل التوحيد وليد جنبلاط، عاش معهم وعاشوا معه، ما كان يومًا الا حريصًا على أهل التوحيد ومدافعًا عنهم، وحريصًا على كرامتهم ووجودهم وحضورهم السياسي، وما كان يوماً الا مدافعاً عنهم وكان سيبقى وسنبقى معهم وستبقى المختارة حريصة على كرامتهم ودورهم وحضورهم. نحمل معكم راية التوحيد راية الشرف راية الحكمة راية العقل. هكذا كان وليد جنبلاط وهكذا سيبقى".
وتوجه جنبلاط للحضور بكلمة ارتجالية خارج سياق الكلمة المكتوبة قائلاً: "رسالتي للشباب والصبايا، بان ما حصل في السويداء خطأ كبير وجرح كبير ايضا، رحم الله كل الشهداء، وكما سبق وتحدث سماحة الشيخ امس لقد اجتمعنا في دار الطائفة كي نساعد قدر المستطاع، لكن يجب التنبّه للحسابات السياسية، وفي النهاية يجب ان ندرك محيط الطائفة الدرزية معروف ما هو - عربي إسلامي، وضمانتنا هي هويتنا العربية والاسلامية".
واستطرد: "نقرأ في وسائل الإعلام والتواصل "للمفكرين والمحللين" ونرى ان خبرتهم في السياسة أتت من خلف شاشات الكمبيوتر، بينما لديكم شخص اسمه وليد جنبلاط خبرته بالعمل السياسي اكثر من 50 عاما وأكثركم واكبه في كل المراحل، من الحرب الاهلية، الاحتلال السوري، 14 آذار والمرحلة التالية وما بعدها؛ الاغتيالات السياسية، 7 ايار، ال 2006، الازمة الاقتصادية، الحرب في السنة الماضية والتي لا تزال مستمرة. 50 عاما تجربة على الارض وليس من خلف الشاشات، من هنا اتمنى على الجميع بان لا نبدأ الشك بهذا الرجل بعد 50 عاما، فليس من قرار اتخذه أكان شعبويا ام لا ضمن العمل السياسي إلا ويصب في صالح الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان".