في تطور لافت على خط التهديدات المتصاعدة، كشفت معلومات صحافية في الساعات الماضية أن السلطات اللبنانية تلقت عبر موفدين دوليين تحذيرات واضحة من أن إسرائيل ستباشر بضرب 120 هدفًا في مختلف المناطق اللبنانية وفي وقت واحد، في حال أقدم "حزب الله" على تنفيذ هجمات ضد الجيش الإسرائيلي، سواء من داخل الأراضي اللبنانية المحتلة أو عبر الحدود.
التحذير، الذي لم يُرفق بأي تأكيد رسمي من قبل الجانب اللبناني أو توضيح من الجهات الدولية، يأتي في ظل اشتداد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتزايد الضغوط السياسية الإقليمية والدولية بشأن مستقبل سلاح "حزب الله" ودوره في المعادلة الداخلية والإقليمية.
في هذا السياق، علّق الجنرال المتقاعد علي أبي رعد لموقع "وردنا" على هذه المعطيات، واضعًا ما نُقل في خانة "التهويل الإعلامي المقصود والضغط السياسي الممنهج". إذ رأى أن هذه التسريبات لا تعكس بالضرورة نية تنفيذية فورية، بل تندرج ضمن محاولات الضغط على الدولة اللبنانية ودفعها باتجاه خطوات تتماهى مع الأجندة الإسرائيلية – الأميركية، وعلى رأسها نزع سلاح "حزب الله".
"لو كانت تملك بنك أهداف... لقصفت فورًا"
وشكك أبي رعد في صحة المزاعم الإسرائيلية بوجود 120 هدفًا عسكريًا لحزب الله، متسائلًا: "لو كان العدو يملك فعلًا بنك أهداف بهذه الضخامة والدقة، فلماذا لم يقصفها حتى الآن؟ ولماذا يُسرّب هذه المعلومات بدلًا من التحرك؟". وأضاف: "ما نراه على الأرض حتى الآن هو تكرار لقصف مناطق محددة في البقاع والجنوب، وتحديدًا تلة علي الطاهر، مناطق جردية، وأودية في السلسلتين الشرقية والغربية... وهذا يدل على محدودية الأهداف الحقيقية".
"لا مراكز ظاهرة لحزب الله جنوب الليطاني"
وفيما يتعلق بمناطق جنوب الليطاني، أكد أبي رعد أن المنطقة لا تشهد أي تواجد لحزب الله، سواء عسكريًا أو لوجستيًا، مشيرًا إلى أن "اليونيفيل" والجيش اللبناني لم يرصدوا أي وجود مماثل، ما يُفنّد حجج الاحتلال. وشدد على أن "حزب الله لا يمتلك ثكنات أو مراكز عسكرية علنية أو حتى سرية بالمفهوم التقليدي، وبالتالي الحديث عن وجود 120 هدفًا هو رقم مبالغ فيه وغير واقعي".
"التهديد يشمل المراكز المدنية والاجتماعية"
وحذر أبي رعد من أن التهديد الحقيقي ربما لا يطال مواقع عسكرية بقدر ما يستهدف مراكز مدنية واجتماعية وثقافية، منها مدارس دينية، جمعيات اجتماعية، أو حتى أبنية سكنية قد تكون مملوكة لأفراد من الطائفة الشيعية. وقال: "هذا التهديد يشمل ضمنًا مراكز بحثية أو تعليمية كمدارس المهدي مثلًا، أو مقرات جمعيات دينية وثقافية... وهذا ما يثير القلق من طبيعة الأهداف التي قد تكون مدنية بالكامل".
"ضغط سياسي ونفسي لإخضاع لبنان"
وختم الجنرال علي أبي رعد تصريحه بالتأكيد على أن الهدف من هذه التسريبات ليس عسكريًا بحتًا، بل سياسي ونفسي بامتياز، موضحًا أن ما يجري هو محاولة لوضع الدولة اللبنانية تحت ضغط متزايد، وإجبارها على القبول بمطالب تل أبيب في ما يخص مستقبل سلاح حزب الله. وأكد أن لبنان يجب أن يقرأ هذه الرسائل بوعي، وأن لا يقع في فخ "التهويل الإعلامي" الذي يهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية.