خاص

تتجه الأنظار في الآونة الأخيرة نحو صفقة تبادل أسرى جديدة يُنتظر إبرامها بين إسرائيل و"حزب الله" العراقي، في تطوّر يُعدّ من بين أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية في المشهد الإقليمي. وتأتي هذه الصفقة عقب الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي كانت محتجزة في العراق. ووفق مصادر دبلوماسية من العراق ولبنان، فإن الاتفاق يشمل الإفراج عن أسرى من الجنسيتين اللبنانية والعراقية، من بينهم عماد أمهز، في إطار وساطات إقليمية كثيفة، أدّت تركيا دورًا رئيسيًا في تحريكها.

وفي هذا الإطار، كشف رئيس الهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، الأسير المحرر عباس قبلان، في تصريحات خاصة لموقع "وردنا"، أن الصفقة لم تُنجز بعد بشكل كامل، بل تُنفَّذ على مراحل، مشيرًا إلى أن المعلومات المتوفرة حتى اللحظة لا تزال غير دقيقة.

وأكد قبلان أن الجانب العراقي كان ناشطًا في هذا الملف، فيما يعمل الأمن العام اللبناني على أكثر من خط بالتوازي، في محاولة لدفع الأمور نحو الإفراج عن الأسرى اللبنانيين.

ويتوقّع قبلان أن يتم إطلاق سراح عماد أمهز مع عدد من الأسرى المدنيين اللبنانيين الذين جرى اعتقالهم بعد صدور قرار وقف إطلاق النار في نهاية تشرين الثاني من العام 2024. لكنه في المقابل، وجّه انتقادًا واضحًا إلى الحكومة اللبنانية، معتبرًا أن هناك تقصيرًا من قبلها في متابعة هذا الملف.

وللتذكير، عماد امهز، هو قبطان بحري خريج معهد البحوث العلمية والبحرية، عمل على سفن مدنية وتجارية ولا ينتمي إلى البحرية اللبنانية الرسمية، انتقل إلى البترون قبل اسره بمدة للخضوع لدورة قبطان، فيما زعمت اسرائيل إن البحرية الإسرائيلية اعتقلت أمهز كونه عضوا كبيرا في القوة البحرية لحزب الله.

إلى ذلك، لفت قبلان الى انّ "الحكومة اللبنانية يفترض بها أن تتابع هذا الموضوع بشكل مباشر، ولكن حتى الآن، لا نملك معطيات دقيقة عن عدد الأسرى. العدد التقديري لدينا هو 19 أسيرًا لبنانيًا، وهناك أيضًا 30 مفقودًا لا نعرف ما إذا كانوا قد استُشهدوا خلال الحرب الأخيرة، أو أنهم لا يزالون أسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي".

ودعا قبلان الدولة اللبنانية إلى التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل الحصول على معلومات دقيقة حول وضع الأسرى والمفقودين، مشيرًا إلى أن الهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين ستقوم قريبًا بلقاء مع ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي لمحاولة معرفة مصير هؤلاء الأشخاص.

ولفت إلى حادثة وصفها بأنها "مشكلة حقيقية"، تمثلت في إطلاق الدولة اللبنانية سراح إسرائيلي كان معتقلاً في لبنان لأكثر من سنة، قبل أسبوعين، من دون أن تتم مقايضته بأي أسير لبناني، رغم أنها كانت فرصة سانحة. وأوضح أن هذه الخطوة جاءت تحت ضغط دولي وأميركي واضح على الدولة اللبنانية، التي بدورها ضغطت على القضاء من أجل تنفيذ عملية الإفراج.

ورأى قبلان أن إسرائيل تدرك جيدًا أهمية ورقة الأسرى اللبنانيين، وستحرص على الاحتفاظ بهم على الأقل كأداة تفاوض في أي تسوية مستقبلية مع المقاومة، خصوصًا إذا أرادت الحصول على معلومات تتعلق بمصير رفات جنودها المفقودين في لبنان خلال المعارك السابقة.

وفي هذا السياق، ذكّر بحالة الأسير اللبناني يحيى سكاف، المعتقل منذ العام 1978، والذي لم تصرّح إسرائيل بأي معلومة حول وضعه منذ اعتقاله حتى اليوم، ما يعكس السياسة الإسرائيلية المتعمدة في التكتم على مصير الأسرى اللبنانيين.

وأبدى قبلان في ختام حديثه، تخوّفًا من إمكانية لجوء إسرائيل إلى تصفية بعض الأسرى اللبنانيين لديها، مشيرًا إلى أن "المعلومات حول وضع عدد من هؤلاء الأسرى غير مؤكدة، وقد يكون بعضهم قد استشهد فعلًا، أو لا يزالون أحياء دون أي إشعار رسمي بذلك".

يقرأون الآن