في مؤتمر صحافي خُصِّص للإعلان عن فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين لـ"حزب الله" السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، كشف مسؤول وحدة الأنشطة في الحزب الشيخ علي ضاهر أنّه في 25 أيلول/سبتمبر ستُضاء صخرة الروشة في بيروت بصورتي صفي الدين ونصر الله، بين الخامسة والسابعة مساءً، ترافقها فعاليات بحرية بالاضافة الى نشاطات متعددة.
وبعد الكشف عن هذه الفعالية، أعرب عدد من نواب بيروت عن معارضتهم لفكرة إضاءة صخرة الروشة في العاصمة بيروت بصورتي صفي الدين ونصر الله اذ اعتبر النائب نبيل بدر، عبر حسابه على منصة "إكس" ان "إحياء أي ذكرى يصبح أسمى حين يتم في فضاء يعبّر عن أصحابه، لا على معلم ارتبط بتاريخ العاصمة وهويّة الوطن الجامع. مع كامل الاحترام لتضحيات الشهداء وذكراهم، تبقى صخرة الروشة رمزًا لبيروت، وبيروت فقط، وصورة عن لبنان بأسره". فيما رأى النائب فؤاد مخزومي ان "صخرة الروشة ليست مساحة للدعاية الحزبية، بل رمزا وطنيا لبيروت الجامعة والهوية اللبنانية المتنوعة. محاولة وضع صورة أمين عام حزب الله حسن نصرالله عليها تشكّل استفزازًا لمعْلم يشكّل ذاكرة جماعية لكل اللبنانيين، وتهديدًا لوحدة العاصمة".
ليرد "حزب الله" على لسان أحد نوابه بالقول:"الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، لم يكن مجرد زعيم سياسي أو قائد عسكري، بل كان مدرسة في الصدق والإخلاص والتضحية، وقدّم عمره وروحه فداءً لفلسطين ولبنان".
لا علم لبلدية بيروت
هذه المواقف أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين فريقين في البلد يختلفان على المفاهيم والرؤية وعلى كل ما له علاقة بالشؤون الوطنية وبإدارة البلد، لكن قبل أن ندخل في الاسباب التي جعلت بعض نواب بيروت يعترضون على هذه الفعالية، لا بد من الاشارة الى ان موقع "وردنا" علم من أحد أعضاء مجلس بلدية بيروت ان المجلس البلدي سمع بهذا الحدث من خلال الاعلام كسائر اللبنانيين، ولم يصل الى البلدية أي طلب استئذان من قبل المعنيين لدراسته، وبالتالي، الموافقة أو عدم الموافقة على إقامته، لأن مثل هذه الفعاليات تعرض على طاولة المجلس البلدي الذي يجتمع بكامل أعضائه، ويتم التصويت على اعطاء الاذن أو الرفض.
ولفت عضو المجلس البلدي الى ان المجلس لن يجتمع قبل تاريخ تنظيم الفعالية، وبالتالي، ربما تُنظم من دون الحصول على اذن رسمي.
وفيما اعتبر كثيرون ان مثل هذا الحدث يشكل استفزازا لأهالي بيروت خصوصا ان صخرة الروشة المعلم السياحي الوطني التي تقع عند شاطئ المدينة وتحيطها مياه البحر من كل الجهات، وتعد رمزا للصمود والقوة، لم تستخدم سابقا لإقامة أي حدث سياسي أو حزبي من هذا النوع.
منيمنة:لتبقى صخرة الروشة رمزا وطنيا محايدا
وفي هذا السياق، قال النائب ابراهيم منيمنة لموقعنا ان "صخرة الروشة رمز لبناني وطني وملك لكل اللبنانيين، ولا يجوز أن تستثمر في اتجاهات معينة، وكأن هناك عملية اسقاط عليها من قبل هذا الفريق أو ذاك. لتبقى صخرة الروشة رمزا وطنيا محايدا، ومعلما سياحيا للبنانيين وغير اللبنانيين. ليس مفهوما اليوم لماذا الاصرار على استخدام هذا الرمز في حدث حزبي بغض النظر عن الجهة التي تنظم الفعالية".
واعتبر انه "لا يجوز أن تستخدم المساحات العامة والاماكن الاثرية في العاصمة وفي المناطق لاحتفالات وفعاليات سياسية أو حزبية لأن لها موقعها وطابعها الخاص المحايد بنظر الجميع. هذا المعلم في بيروت لم يتم استخدامه في السابق بهذا الشكل، وفي حال أقيمت هذه الفعالية في 25 الجاري، سيفتح الباب امام الجميع لاستخدامه في هذا الاتجاه".
وشدد منيمنة على انه "رغم ان مثل هذه النشاطات يتطلب مسارا قانونيا معينا، لكن قبل ذلك، يجب مراعاة الوضع في البلد والحساسيات والاعتبارات خصوصا في ظل الوضع المتأزم حاليا. لا يجوز استخدام هذا الرمز البيروتي من قبل أي فريق مراعاة للحساسيات كما يحصل في أي مناسبة أخرى ان كان في المظاهرات أو المسيرات. لا يجوز تحت عنوان ان صخرة الروشة مساحة عامة لكل اللبنانيين ان تستخدم لاحتفالات حزبية معينة".
الرأي القانوني
من حيث المبدأ والقانون، كل من يريد أن ينظم أي نشاط أو مهرجان أو فعالية في مكان عام يجب عليه الحصول على اذن من الادارة المختصة. في القانون، يتطلب استخدام المعالم العامة، اذنا خاصا اما من البلدية أو من الجهة التي تستثمر هذا المعلم. وصخرة الروشة تخضع للنطاق الجغرافي لبلدية بيروت. وبالتالي، لا بد من اذن من البلدية، والتنسيق مع القوى الأمنية. ولا يجوز تنظيم أي فعالية بشكل عشوائي. ودائما ضفاف البحار وضفاف الانهار تعتبر أملاكا عامة وفق ما أوضح أحد الخبراء القانونيين لموقع "وردنا".
في الختام، تجدر الاشارة الى ان إسرائيل اغتالت نصر الله في 27 أيلول/سبتمبر 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبسلسلة غارات أخرى اغتالت صفي الدين في 3 تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه.