منعت مصالح وزارة التربية في الجزائر، ارتداء السراويل القصيرة، ووضع مواد التجميل وقصات الشعر والتسريحات الطويلة في المؤسسات التربوية، ما أثار الجدل بين التلاميذ وأوليائهم.
فحسب تعليمات وجهتها مديريات التربية الولائية في الجزائر، يطلب من "التلاميذ في المراحل الدراسية الثلاث (ابتدائي، متوسط وثانوي)، احترام النظام الداخلي للمؤسسات، والالتزام بالآداب العامة والقيم الاجتماعية للمجتمع الجزائري، بمناسبة الدخول المدرسي المقرر يوم الأحد 21 سبتمبر الحالي".
ومن بين الإجراءات التي أقرتها تلك المديريات "منع دخول التلاميذ إلى المؤسسات التربوية دون ارتداء المآزر، أو بلباس وُصف بغير التربوي، مثل السراويل القصيرة أو الممزقة، الأحذية غير اللائقة (النعال)، أو تسريحات شعر اعتُبرت غير مناسبة".
فيما منعت أيضاً "دخول الفتيات اللائي يضعن مستحضرات التجميل، أو يرتدين ألبسة غير لائقة". ومن بين المحظورات، كذلك "الأظافر الطويلة والشعر المسدول".
فيما أثارت خطوة مديريات التربية، انتقادات جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما ثمنها آخرون معتبرين أنها تندرج في إطار "حفظ النظام داخل المؤسسات التربوية ودفع التلاميذ إلى التركيز على الدراسة".
وفي هذا الإطار، أوضح المختص الاجتماعي والتربوي عمار بلحسن، أن "التعليمات صادرة عن مديريات التربية الولائية وليس عن وزارة التربية الوطنية، وبالتالي قد تعدل حسب الحالة الاجتماعية أو الوضع العام لكل منطقة أو ولاية".
كما أضاف في تصريحه للعربية.نت/الحدث.نت أن " على المسؤولين في جميع الولايات مراعاة الاختلافات بين المناطق، فما يطبق في منطقة قد لا ينطبق على أخرى وهكذا".
أما عن الفائدة التربوية التي يجنيها التلميذ من هذه القرارات، فقال بلحسن "طبعاً معروف أن المؤسسات التربوية تضم أطفالاً ومراهقين مختلفي الأفكار والمشارب والسلوكيات، بما يجعل اختلافاً كبيراً بينهم، يعكسه حتماً المظهر الخارجي وأوله اللباس والهندام". وتابع "بما أننا عاجزون عن التحكم في اختلاف الأفكار، وهذا أصلاً غير مطلوب، فإنَّ بعض المسؤولين يريدون التحكم في الهندام وجعله ملائماً لطبيعة المجتمع، خاصة بالنسبة للمناطق المحافظة، غير أن ربطه بالتطور التربوي للمؤسسة أو التلاميذ، فيتعلق بما يرافقه من إجراءات أولى، مثل تحسين مستوى التعليم، وتوفير الوسائل والتجهيزات في المؤسسة، ووضع نظام عام جاد ومسؤول وغيرها".
من جهته، اعتبر عضو جمعية أولياء التلاميذ ناصر جيلالي، أن "القرار يهدف ظاهرياً إلى المساعدة على فرض الاحترام والانضباط في المؤسسات التربوية، لكن عند تنفيذه قد تقع مشاكل لا تتوقعها الأسرة التربوية".
كما رأى جيلالي في تصريحه للعربية.نت/الحدث.نت أن "التعليمات الصادرة عن مديريات التربية ليست واضحة بالشكل الكافي، فاستعمال مواد التجميل قد يشمل كل ما هو تجميلي حتى المواد الخفيفة، فمساحيق الشعر أيضاً تجميل، وبالنسبة للبنات فإن بعض المواد قد لا ترى ومع ذلك قد تكون تجميلية، وهكذا".
لذا أبدى ممثل الأولياء تحفظاً بشأن التطبيق، واعتبر أن "هذا الإجراء قد يدخل الأولياء وإدارات المؤسسات في صراعات لا نهاية لها، وقد لا تكون لها مخارج قانونية، تضاف إليها المشاكل الإدارية المعروفة في المؤسسات التربوية"، وعليه اقترح طريقة أمثل تتمثل في العمل على التوعية بضرورة فرض الاحترام ومنه الهندام العام للتلاميذ، بحضور الأولياء الذين يجب إشراكهم في هكذا قرارات وليس فرض الواقع عليهم.