خاص

أعلنت وسائل إعلام فرنسية عن محاضرة لمناف طلاس في 13 أيلول/سيبتمبر الفائت، تحت عنوان “الوضع السوري بعد سقوط النظام والتحديات الراهنة”، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين المهتمين بالشأن السوري.

ويُعد طلاس أحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن نظام بشار الأسد، ما يمنح ظهوره الحالي أهمية سياسية خاصة.

هذا الإعلان فجر نقاشًا واسعًا بين من يرى في طلاس شخصية يمكن أن تلعب دورًا في مستقبل سوريا، ومن يعتبر ظهوره مرفوضًا ولا يحظى بأي قبول شعبي أو رسمي.

يقول الصحافي والباحث السياسي جاد يتيم لـ "وردنا" إن مناف طلاس كان باستطاعته منذ الانشقاق عن نظام بشار الأسد أن يغير في الأحداث السورية وفرض واقع جديد، سواء من خلال اعلان حركة سياسية أو حتى عسكرية، أو من خلال انخراطه في أي من الحركات المعارضة في ذلك الحين".

وتابع: لو أقدم طلاس على ذلك، فكان حكماً باستطاعته أن يغير في الواقع، ويصنع الفرق ولكن في ذلك الوقت قرر أن يلتزم الصمت وآثر الإنكفاء، على الرغم من التوافق الفرنسي - الروسي حوله، والذي كان طلاس نفسه يراهن عليه لكي يأتي على رأس السلطة من دون أن يبذل أي جهد لا على الصعيد السياسي سواء خارج أو دخل سوريا أو على الصعيد العسكري.

واضاف: انتظر طلاس طويلاً منذ تلك الفترة حتى اللحظة التي ظهر فيها مجدداً في فرنسا، ومضمون الكلام الذي قاله في محاضرته بباريس والطرح الذي تكلم عنه لم يعد يجدي نفعاً، فهو صب كل تركيزه على الجيش ودور الجيش في العملية السياسية، ولكن هو يتكلم عن جيش "لم يعد موجوداً" بعد سقوط النظام.

ورأى يتيم أن طلاس عمليّاً يبني طرحه على قوة عسكرية متهالكة بل أنها لم تعد موجودة، وعلى صعيد آخر هو لا يمتلك أي قدرة ليترجم ما يقوله، باعتبار أنه خارج سوريا حتى اللحظة.

وأشار إلى ان الكلام عن مجلس عسكري لقيادة المرحلة والقرار 254 كان ينفع أن يطبق في الفترة ما بين 6 كانون الأول/ديسمبر 2024 و7 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، أي اللحظة التي دخل بها أحمد الشرع إلى دمشق.

ويرى يتيم أن سرعة الإنجاز العسكري للشرع والتقدم السريع، وسرعة الانهيار غير المسبوقة لقوات النظام في ذلك الوقت غيّرت هذا الاتفاق الذي كان بموجبه اعلان مجلس مدني وعسكري للحكم في تلك المرحلة، ولكن الأحداث العسكرية تخطّت الأحداث والاتفاقات السياسية في تلك المرحلة، فبعد فرض الأمر الواقع بات القرار 254 منتهي الصلاحية.

وكشف عن أن الدول التي تقف خلف "مشروع مناف طلاس"، وتدعم هذا الخيار أي روسيا وفرنسا لم تعد في دائرة الأحداث في سوريا مقابل الدور والتقدم الأميركي، والوجود التركي والاهتمام السعودي، ومناف طلاس ليس جزءاً من هذا الفلك حتى الآن.

ويختم يتيم حديثه لـ "وردنا" مؤكداً أن "مناف طلاس لم يبن شيئاً سورياً سواء داخليّاً أو حتى خارجيّاً، بل ولا يعتمد على أي قوى إقليمية فاعلة ومقرّرة في سوريا، وما أستشفه هو إما ان طلاس نفسه قرر أو أنه تلقى نصيحة فرنسية بأن يُمارس على الشرع ضغوطاً عبر هذا الطرح لكي يشكل حكومة أو ليكوّن حكماً يكون أكثر تمثيلاً، وبهذه الحالة من الممكن أن نرى مناف طلاس جزءًا من قيادة جديدة للجيش الذي يبنى حالياً، ولكن ليس قائد مشروع بديل".

يقرأون الآن