في كل عام، تحل ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية لتذكرنا بأعمق قيم الالتزام والعطاء في العلاقات الدولية، حيث تبرز المملكة كشريكٍ استراتيجي ثابت في مسيرة الدول العربية. وفي هذه المناسبة المجيدة، يتجلى الدور السعودي تجاه لبنان بشكلٍ لافت، مما يدفع بالنخب السياسية اللبنانية إلى التعبير عن تقديرهم لهذه الشراكة التاريخية. تأتي التصريحات الأخيرة للنواب اللبنانيين لتؤكد على متانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، والتي تخطت مراحل التحديات لتصل إلى آفاق التعاون الاستراتيجي. هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة وطنية سعودية، بل هي محطةٌ للتفكر في مسيرة التعاون العربي المشترك، وفي القلب منها العلاقة الأخوية بين الرياض وبيروت التي تظل نموذجاً للدعم المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.
قدم النائب سجيع عطية التهاني القلبية للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، متمنياً لها مزيداً من الازدهار والتقدم ورعاية الوطن العربي.
كما أعرب في حديث لـ"وردنا"، عن اعتزازه بعودة لبنان إلى الحضن العربي برعاية المملكة الكريمة، مؤكداً الحاجة إلى شراكة إستراتيجية لبناء لبنان مزدهر ومستقر.
كما وصف النائب قاسم هاشم في حديث لـ"وردنا" العلاقات الثنائية بأنها علاقات طبيعية بين دولتين تجمعهما مصالح مشتركة وتاريخ طويل من التعاون. مشيراً إلى وجود تطور إيجابي ملحوظ في هذه العلاقات، مع حرص الطرفين على تعزيزها بما يخدم الاستقرار والتقدم في لبنان والمنطقة.
كما أشاد بالدور التاريخي السعودي الداعم للبنان، خصوصاً في محطات مفصلية مثل اتفاق الطائف.
من جهته، أكد النائب نزيه متى لـ"وردنا"، أن المملكة كانت دائماً سنداً وحليفاً استراتيجياً للبنان، لافتاً إلى أنها احترمت خيارات اللبنانيين حتى عندما لم تكن تلك الخيارات تتماشى مع سياستها. وقال: "المملكة لم تتردد أبداً في إعلان استعدادها للوقوف إلى جانب لبنان عندما يعود إلى سيادته الكاملة"، معتبراً أن الموقف السعودي الحالي "إيجابي لكنه حذر" بسبب التحديات التي تحيط بالوضع في لبنان.
وأكد النائب عبدالرحمن البزري لـ"وردنا"، أن للمملكة دوراً محورياً ومميزاً في إطار العودة العربية الفاعلة، داعياً إلى أن يكون هذا الدور "شقيقاً وفعالاً" تجاه لبنان، لافتاً إلى أن لبنان عليه أيضاً أن يلعب دوراً في مسارات التحديث والرؤى التنموية الجديدة التي تقودها المملكة، مطالباً بأن يكون "شريكاً أساسياً" في هذه الرؤى المستقبلية.
بدوره، أشار النائب بلال الحشيمي لـ"وردنا"، إلى أن المملكة لم تتخلَ عن لبنان في أي مرحلة، حيث وقفت إلى جانبه وساعدته حتى في أصعب الظروف. لكنه لفت إلى أن الدعم السعودي يقابله توقع من الحكومة اللبنانية القيام بدورها واتخاذ الخطوات الجوهرية اللازمة لاستقرار البلاد، وأهمها مكافحة الفساد وإصلاح الأوضاع الداخلية، قائلاً: "على الحكومة اللبنانية أن تباشر عملها وتؤدي واجبها".
تمثل ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية مناسبة لتأكيد متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث يتطلع اللبنانيون إلى تعزيز هذه العلاقات وتحويلها إلى شراكة استراتيجية حقيقية تساهم في إعادة إعمار لبنان وازدهاره، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى كل جهد يعزز الاستقرار والتعاون بين الدول العربية.