مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- لبنان يغيب عن قمة شرم الشيخ... رسالة سلبية في فصل المسارات؟

خاص

تظاهرة سياسية دولية تستضيفها شرم الشيخ اليوم بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، وذلك من أجل الاعلان بصوت واحد عن انطلاق قطار السلام في غزة التي شهدت حروبا دامية على مدى عامين على أمل ان يحط قطار السلام في كل بلد يعاني من الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وتتحقق وعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لطالما اعتبر ان السلام في غزة سينسحب على دول المنطقة كافة.

إذا، اليوم الاثنين في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2025 ليس يوما عاديا في التاريخ الحديث انما محطة مفصلية ستغيّر ملامح المنطقة وشروط اللعبة السياسية فيها. وتأتي مشاركة رؤساء وملوك وقادة دول عربية وغربية في القمة التي تُعقد في شرم الشيخ برئاسة ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي.

وسط هذه التطورات التاريخية، يبقى لبنان على مقاعد الانتظارِ، ولم يركب القطار المنطلق بسرعة نحو التغيير الجيوسياسي في المنطقة رغم انه الأكثر تأثرا بكل التحولات العاتية التي سيكون لها ارتدادات على الساحة الداخلية. لبنان المستبعد عن قمة شرم الشيخ يراقب ويترقب نتائج الاجتماعات وسط الكثير من التحليلات والتأويلات حول عدم دعوته للمشاركة في قمة السلام من أجل غزة اذ أكد الوزير السابق فارس بويز في حديث لموقع "وردنا" انه لم تتم دعوة كل الدول العربية انما الدول المعنية بالتفاوض، وليس ضروريا دعوة لبنان رغم انه كان من الأفضل دعوته. وربما أيضا ارتأت الدولة الداعية، لفصل المسار اللبناني عن الملف الفلسطيني. وربما أيضا، عدم الدعوة، رسالة للبنان بعدم رضى الولايات المتحدة التي كانت تنتظر إجراءات أسرع من الحكومة اللبنانية في عملية حصر السلاح.

وفي السياق عينه، يعتبر كثيرون ان لبنان سيكون المحطة التالية بعد غزة بمعنى ان الاتصالات الاميركية ستتكثف لانهاء الستاتيكو القائم في البلد أي لا حرب ولا سلم خصوصا ان ترامب أو المقربين منه يؤكدون ان أميركا لن تتخلى عن الملف اللبناني، ويتم العمل على تحضير أرضية لإرساء السلام في بلد الأرز من خلال السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الذي يصل إلى بيروت نهاية الشهر الحالي. وبالتالي، ربما يكون هناك قمة من أجل السلام في لبنان شبيهة بقمة السلام من أجل غزة، لكن الوزير بويز يعتبر ان قضية لبنان أكثر تعقيدا من قضية غزة في بعض الجوانب اذ ان لبنان له ارتباط وثيق بإيران خصوصا في ملف السلاح. وبمعزل عن الوضع الداخلي، لا أعتقد ان نتنياهو يستطيع الاستمرار في الحكم ما لم يتابع حروبه. نتنياهو لن يتوقف عن الحرب في غزة ولبنان وايران وربما سوريا لأنه أسير واقعه الداخلي، وهو مضطر الى الحروب، ولحظة انتهاء الحروب تسقط حكومته، وهذا ما يتهرب منه نتنياهو. الحروب لن تنتهي في المنطقة في ظل حكم نتنياهو. وبالتالي، المرحلة المقبلة ذاهبة نحو التصعيد مع العلم ان اطلاق سراح الرهائن سيضعف حركة حماس، ونتنياهو سيجد في الاتفاق أبوابا كثيرة للتهرب من تنفيذ بنوده خاصة انه يتضمن ثغرات كثيرة، وليس واضحا فيما يتعلق بمستقبل فلسطين.

وفي هذا الاطار، يوافق كثيرون على ان المنطقة متجهة نحو التصعيد، وما الضربات الاسرائيلية الأخيرة على المصيلح، واستمرار الاستهدافات في أي منطقة، سوى رسالة إسرائيلية بأن ملف غزة، واتفاق التهدئة منفصل عن ملف لبنان الذي لا تزال قضيته معلقة، ولم يتجه نحو مسار الحلول ليرتقي الى مستوى الاتفاق الذي حصل بين حماس والاسرائيليين وفق ما قال الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين لموقع "وردنا". ورأى ان عدم دعوة لبنان الى قمة شرم الشيخ رسالة بأن الوضع اللبناني مربك ومتردد وغير حاسم. وهنا لا بد من الاشارة الى انه لم تتم دعوة سوريا أيضا لأن لديها مشاكل لم تحسم بعد رغم علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة الاميركية. لم تكتمل الصورة حول ملفي لبنان وسوريا رغم اختلاف القضايا بين البلدين، وربما الدول التي دُعيت كانت معنية بالمفاوضات وبقضية غزة.

على أي حال، ما بعد إتفاق غزة لن يشبه ما قبله، واذا اتجهت الامور نحو التنفيذ، لا بد ان الملف اللبناني سيكون على طاولة البحث أكثر من أي وقت مضى على اعتبار ان اسرائيل ستتفرغ أكثر للموضوع اللبناني كما ان  الاتفاق سينعكس حكما على لبنان خصوصا في ملف السلاح وحصريته، وتصبح الدولة أكثر قدرة وفاعلية. ولا بد من مراقبة الموقف الايراني الذي رأى ان الهدنة في غزة ستنعكس على مختلف الملفات العالقة في المنطقة، وهذا يدل على ان الايرانيين أصبحوا على قناعة انه بعد اتفاق غزة سيتم البحث في ما تبقى من النفوذ الايراني في المنطقة ولبنان يأتي في الدرجة الاولى.

يقرأون الآن