خاص

قطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام يسير بأقصى سرعته، وعلى متنه الاتفاق الذي أوقف الحرب على قطاع غزة، والذي بدأ بالسريان العملي، بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على ما سمّتها خطة إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب.

حطّت طائرة ترامب بداية في إسرائيل، حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لساعات مطولة حيث كانت "جلسة العمل" بينهما إيجابية، نتج عنها إعلان نتنياهو بأن الحرب في غزة قد انتهت، والآن حان وقت السلام ووقف الحرب على الرغم من اعلانه الانتصار على إيران ومحورها.

وألقى ترامب بعدها خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي، وكرس من خلاله، نفسه، عرّاب مشروع السلام في المنطقة.

ولكن بعد انتهاء الحرب في غزة والجموح نحو السلام والتهدئة.. ماذا عن لبنان؟

خطة ترامب، تتسم بقوّة التنفيذ الإلزامي، من خلال الإلتفاف الدولي حَولها، كما انخراط أطراف الحرب فيها طوعاً أو كرهاً، وتبعاً لذلك، فإنّ طاقة الإنفراج التي فُتحت في غزة، آخذة في التوسّع أكثر فأكثر، مرفودةً بدعم عربي ودولي لتمدّد مناخ التهدئة إلى كل ساحات التوتر في الشرق الأوسط؛ وترامب نفسه وعد بشرق أوسط عظيم بعد سنة من الآن.

فيما كان لافتاً ما أعلنه السفير الأميركي في إسرائيل مايك هوكابي، بأنّ "في الإمكان أن نرى سوريا ولبنان كأحد الشركاء الأوائل في الموجة المقبلة من اتفاقيات ابراهام".

هذا الأمر ليس جديداً، لا بل سبق وأكده نتنياهو نفسه من خلال إعلانه استعداد إسرائيل لإجراء مفاوضات مباشرة مع لبنان، كما أكد عليه المبعوث الأميركي توم برّاك الذي شدّد على ضرورة المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل، شرط مضي الحكومة اللبنانية بـ "حصر السلاح" بيد الدولة عبر نزع سلاح "حزب الله".

على هذا الأساس، حذر دبلوماسيون أميركيون المسؤولين اللبنانيين من تضييع فرص استغلال السلام وخفض التصعيد، باعتبار أن حزب اللّه "لا يزال يسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار في لبنان".

وهذا ما تم التشديد عليه في قمّة شرم الشيخ، بحيث لن يُترك ملف لبنان مفتوحاً إلى ما لا نهاية في عهد ترامب وعلى لبنان الاستفادة من اتفاق غزة ونتائجه كما الاستفادة من قمة شرم الشيخ.

لبنان حاضر في قمّة شرم الشيخ

وتشير مصادر "وردنا" في هذا الصدد إلى أن لبنان كان حاضرا وبقوّة في كواليس قمة "شرم الشيخ" حيث تم التطرق إلى الملف اللبناني من ناحية حضور حماس فيه عبر حسم مصير سلاحها في لبنان، وذلك على وقع أعمال الجيش اللبناني المستمرة في حصر السلاح داخل المخيمات الفلسطينية من جهة، ومصير قادة حماس داخل لبنان من جهة أخرى.

أما على صعيد "حزب الله"، فتؤكد المصادر أن لبنان بات أمام خيار، لا رجعة فيه، ففي حال فشل الحل السياسي بنزع سلاح "الحزب"، فسيتمّ نزعه بالقوة العسكريّة.

وستعمد الإدارة الأميركية من خلال سفيرها الجديد في لبنان، إلى العمل على تحضير الأرضية اللبنانية لاتفاق يشبه اتفاق غزة، في حال انتهى ملف السلاح ورضي "الحزب" بتسليمه.

هكذا، إذا، يبقى لبنان رهينة التوقيت بدرجة أساسيّة، في ظل تعنّت حزب الله وتمسكه بسلاحه، ومواجهته العبثية إن كان لحكومة الرئيس نواف سلام أو من خلال سعيه لعودة لبنان إلى عزلته بعد الصفحة الجديدة التي فتحها المجتمع الدولي والدول العربية معه ما قد يهدد لبنان بخطر حرب مدمرة تكون ارتداداتها على بيئة "الحزب" بالدرجة الأولى، ومن ثُمّ على الدولة التي لا زالت تواجه هذا التعنّت بدعم داخلي وخارجي.

يقرأون الآن