في كل مرة يسقط فيها زعيم من عرشه، تتذكّر الإنسانية حقيقتها. لا أحد محصّن من الزمن، ولا سلطة تدوم مهما بدت صلبة. الصور لا تكذب: من قصر الحكم إلى جدران السجن، خطوة واحدة تكفي ليُكشَف وجه الإنسان خلف الأقنعة.
في مشهد نيكولا ساركوزي وهو يدخل السجن، شيء يوجع القلب. ليس شماتة ولا فرحاً، بل صدمة أمام ضعف الإنسان حين يفقد هيبته. الرجل الذي حكم فرنسا وتحدث باسمها يوماً، أصبح اليوم مجرّد سجين ينتظر العدّ اليومي. صورة تختصر الحقيقة كلها: لا أحد يبقى في القمة إلى الأبد.
تاريخ العالم مليء بالمشاهد المشابهة. نابوليون في منفاه، صدام حسين في الزنزانة، مبارك على سرير المستشفى، القذافي في الصحراء التي كانت مملكته. كلهم واجهوا اللحظة نفسها: حين يسقط المجد، ويظهر الإنسان العاري أمام مصيره.
لكن أكثر ما يلمس في هذه الصور هو ما تكشفه عنّا نحن. لأن سقوط الكبار يذكّرنا بأننا جميعاً نسير في الاتجاه نفسه، وأن الألقاب والمناصب لا تحمي أحداً من النهاية.
صورة رئيس سابق خلف القضبان تختصر درساً بسيطاً وقاسياً في آن واحد: السلطة لا تخلّد أحداً، والكرسي لا يمنح كرامة دائمة. المجد الحقيقي ليس في البقاء في الحكم، بل في البقاء إنساناً حين يرحل الحكم.