أكدت الدكتورة نهاد كاظم البستكي، استشارية أشعة الثدي والأشعة التداخلية في مدينة برجيل الطبية، أن مجال تصوير الثدي في السنوات الأخيرة، شهد تطوراً ملحوظاً بفضل إدخال تقنيات متقدمة، مثل الماموغرام بالصبغة (Contrast-Enhanced Mammography)، والماموغرام ثلاثي الأبعاد (Digital Breast Tomosynthesis)، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، الذي أحدث نقلة نوعية في دقة التشخيص والكشف المبكر عن الأورام الصغيرة التي قد لا تكشفها الفحوص التقليدية.
دقة التشخيص
أوضحت البستكي أن الجمع بين هذه التقنيات الحديثة أسهم بشكل كبير في تحسين دقة التشخيص والكشف المبكر، إضافة إلى تقليل الاستدعاءات غير الضرورية وتسريع عملية القراءة والتقييم، قائلة «يُعد إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراءة صور الماموغرام من أبرز التطورات الحديثة في مجال تشخيص سرطان الثدي، إذ ساعدت هذه التقنيات في تسريع عملية التشخيص وزيادة دقته، مما أدى إلى رفع معدلات الكشف المبكر وتقليل الحالات التي تستدعي فحوصاً إضافية».
شريك حقيقي
وأكدت البستكي على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تحليل صور الثدي، وتشخيص التغيرات الدقيقة التي قد يصعب ملاحظتها بالعين البشرية، مشيرة إلى أن هذه التقنيات المبتكرة تسهم في تقليل نسب الخطأ، وتسريع عملية التشخيص، وتحديد طبيعة الأورام بدقة أكبر، ما يسهم في رفع نسب الشفاء من خلال التدخل المبكر، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً حقيقياً للطبيب في اتخاذ القرارات السريرية، ويمنح القدرة على رصد الأورام في مراحلها الأولى بدقة غير مسبوقة.
جودة التقييم
ولفتت د. نهاد البستكي إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل جنباً إلى جنب مع أطباء الأشعة المتخصصين، كأداة مساعدة تعزز جودة التقييم وتدعم قرار الطبيب في تحديد الحالات بدقة أعلى، مؤكدة أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت وسيلة مهمة في رحلة الكشف والعلاج. ففي دولة الإمارات، تُطبّق هذه التقنيات المتطورة في برامج الكشف المبكر ومعهد برجيل للأورام، حيث تُسهم في الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرأة، وتحقق نتائج أدق وأسرع في التشخيص بالتعاون الوثيق بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وأطباء الأشعة المختصين.


