دافع مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "ميتا بلاتفورمز"، عن الاستثمارات الضخمة التي ضختها شركته في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مكالمة أرباح الربع الثالث يوم الأربعاء، مكرراً تصريحاته السابقة بأن "الاستثمار المفرط خير من الاستثمار القليل".
وأكد زوكربيرغ أن العائدات بدأت تظهر بالفعل. ضخت "ميتا" هذا العام نحو 14.3 مليار دولار في "شركة Scale AI"، ضمن خطة لإعادة هيكلة وحدة الذكاء الاصطناعي التي باتت تُعرَف الآن باسم "Superintelligence Labs".
ورغم تصاعد المخاوف من أن هذا الإنفاق المفرط قد يغذي فقاعة تكنولوجية، خصوصاً مع دخول منافسين كبار مثل "OpenAI"، فإن زوكربيرغ يرى أن الاستثمار الكبير في الذكاء الاصطناعي هو الخيار الأكثر ربحية على المدى الطويل.
وقال: "نحن نلاحظ نمطاً واضحاً، ويبدو أننا سنحتاج إلى قدر أكبر من الطاقة الحاسوبية مما كنا نتوقع. الاستثمار الكبير هنا سيكون مربحاً جداً خلال فترة زمنية معينة".
ولتحقيق هذا الهدف، شرعت "ميتا" في بناء مراكز بيانات ضخمة، ووقعت اتفاقيات حوسبة سحابية مع شركات مثل "أوراكل"، و"غوغل"، و"CoreWeave"، لتوفير البنية التحتية اللازمة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة.
وفي حال تجاوزت "ميتا" الحد المطلوب من الموارد الحاسوبية، أشار زوكربيرغ إلى إمكانية إعادة توظيف هذه القدرات لتحسين أنظمة التوصية في تطبيقات الشركة وإعلاناتها، مؤكداً أن ذلك سيكون "مربحاً أيضاً".
كما لم يستبعد خيار تقديم هذه القدرات لطرف ثالث في حال وجود فائض، لكنه شدد على أن هذا السيناريو ليس مطروحاً حالياً.
وأضاف: "في أسوأ الحالات، قد نجد أنفسنا نملك فائضاً من الطاقة الحاسوبية لعدة سنوات، ما قد يؤدي إلى خسائر واستهلاك في بعض الأصول، لكننا سنستفيد منها تدريجياً مع الوقت".
رفعت "ميتا" توقعاتها للإنفاق الرأسمالي هذا العام إلى ما بين 70 و72 مليار دولار، مقارنة بالتقديرات السابقة التي تراوحت بين 66 و72 ملياراً.
أما "ألفابيت"، الشركة الأم لـ "غوغل"، فقد رفعت توقعاتها إلى ما بين 91 و93 مليار دولار، بعد أن كانت تتراوح بين 75 و85 ملياراً. في حين توقعت "مايكروسوفت" تسارع نمو الإنفاق الرأسمالي في عام 2026، بعد أن كانت تتوقع تباطؤه.
ورغم هذه التوسعات، كانت ردود فعل السوق متباينة؛ إذ ارتفعت أسهم "ألفابيت" بنسبة 6% في التداولات الممتدة، بينما تراجعت أسهم "ميتا" بنحو 8%، وانخفضت أسهم "مايكروسوفت" بأكثر من 3%.
ورغم التحديات، لا تزال أعمال "ميتا" الإعلانية تحقق نمواً قوياً، مدفوعة جزئياً باستثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
وقال زوكربيرغ: "نحن نرى العوائد في أعمالنا الأساسية، وهذا يمنحنا ثقة كبيرة بأننا يجب أن نستثمر أكثر، ونتأكد من أننا لا نُقَلِّل من حجم الاستثمار".
وقد سجلت الشركة إيرادات بلغت 51.24 مليار دولار في الربع الثالث، بزيادة 26% عن العام الماضي، متجاوزة توقعات المحللين التي بلغت 49.41 ملياراً، في أسرع معدل نمو منذ الربع الأول من عام 2024.


