مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- في ذكرى رحيل "الختيار".. هل لا زال هناك أمل بدولة فلسطينية؟

خاص

"فلسطين ليست بخير"، هذا أمرٌ مسلّمٌ به لدى الجميع تحديداً منذ عام 1948، إنما مغامرة 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي ظنّ من قام بها أنها أعادت للقضية الفلسطينية وجودها دولياً، فهي عمليّاً كرّست المفهوم الحقيقي لمعنى "فلسطين ليست بخير"، وكرّست واقع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وغزة على وجه الخصوص بسبب مغامرات إيران العبثية في المنطقة التي كان أبرزها 7 أكتوبر.

يكاد أن تذكر حقبة وحيدة كان لفلسطين عنوان كبير اختصر قضيتها أمام العالم، وهي "كوفية الختيار" التي كانت رمز النضال الوطني الفلسطيني؛ فهي تمثّل سيرة رجل لم يمر صدفة في التاريخ العربي أو التاريخ الفلسطيني على وجه التحديد، بل لخصّ سيرة النضال الفلسطيني على المستوى السياسي والعسكري هذا هو ياسر عرفات "أبو عمّار".

هو رجلٌ عرفته شوارع بيروت وكل لبنان، كما عرفه الأردن وكل الوطن العربي، فهو كان الراعي الرسمي للنضال الفلسطيني عبر رعايته الكفاح المسلح ضد الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، إلى أن كرّس حلم الدولة الفلسطينية كأمر واقع لا مفر منه في اتفاق أوسلو عام 1993.

من هو ياسر عرفات؟

هو سياسي وعسكري فلسطيني وأحد مؤسسي حركة فتح وجناحها المسلح "قوات العاصفة". هو ثالث رؤساء منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964، حيث تولّى رئاسة مجلسها التنفيذي من عام 1969 وحتى وفاته عام 2004، كان القائد العام لحركة فتح "أكبر حركات منظمة التحرير" والتي أسّسها عام 1959.

بعد هزيمة 1967، دخلت منظمة التحرير الفلسطينية على خط المواجهة مع إسرائيل، حيث بدأ عرفات بتشكيل مجموعات من أصدقائه الذين لجأوا إلى الكويت قادمين من غزة، وتطورت تلك المجموعات حتى كوَّنت حركة عرفت باسم حركة "فتح".

معركة الكرامة

بدأت فتح بتأسيس قواعدها على خطوط التماس المواجهة للضفة الغربية بموافقة الأردن، فأقامت معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن.

وفي ليلة 21 مارس عام 1968، هاجمت إسرائيل قرية الكرامة بالأسلحة الثقيلة، والعربات المدرعة، والطائرات المقاتلة؛ وتفاجأ الإسرائيليون من ثبات مقاتلي فتح. وعندما وسّعت القوات الإسرائيلية حركتها، تدخل الجيش الأردني في المعركة، واضطر الإسرائيليون للتراجع لتفادي خطر معركة كبرى.

وقد تابعت مجلة التايم الأميركية تفاصيل المصادمات بدقة، وكانت صورة عرفات على غلاف العدد الصادر من المجلة بتاريخ 13 ديسمبر لعام 1968. وكانت هذه أول مرة يتعرف فيها العالم على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بطريقة رسمية؛ وكانت فترة ما بعد الحرب نقطة تحول مهمة، حيث ظهرت حركة فتح وعرفات إلى الساحة التاريخية بشكل أوسع. وبدأ يُنظر إلى كل من يجرؤ على الوقوف ضد إسرائيل على أنه بطل قومي. وقد زاد الدعم المادي القادم من العرب بصورة ملحوظة في تلك الفترة، وكان سببًا مباشرًا في تطور سلاح وذخيرة حركة فتح. وارتفع عدد المطالبين بالانضمام إلى الحركة في تلك الفترة إلى الآلاف من الفلسطينيين والعرب.

وفي 3 فبراير عام 1969، تولى ياسر عرفات رئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك باجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي عُقد في القاهرة، وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تضم عدة تنظيمات فلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته.

وبعد سنتين أصبح ياسر عرفات القائد العام للثورة الفلسطينية ثم أصبح بعد ذلك رئيس الذراع السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1973.

أصبح عرفات سياسيًا معروفًا على مستوى العالم في نهاية الستينات وبداية السبعينات، لا سيّما بعد أن أجرت معه مجلة التايم سلسلة من اللقاءات الصحفية إثر معركة الكرامة.

ما بعد الخروج من لبنان

بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينيّة من لبنان، ركز عرفات جهوده على العمل السياسي، فكانت ذروة هذا العمل إعلان الاستقلال الفلسطيني وذالك سنة 1988 من قبل المجلس الوطني الفلسطيني وإلقائه عرفات خطابا في 13 ديسمبر أمام الجمعية العامة في جنيف، والتي نقلت مقرها إلى جنيف بشكل مؤقت بسبب رفض الحكومة الأميركية منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

بعد قبول عرفات بفكرة الدولتين وقرار 242 وبدء محادثات السلام بين إسرائيل والمنظمة بدأ الكثير من الإسرائيليين يبدون اهتمامهم بعرفات، منهم ينطلق من خلال معاداته والتشكيك في توجهاته نحو السلام، ومنهم من ينطلق من وجهة نظر ترى في عرفات شريكا جيدًا لإرساء السلام في الشرق الأوسط.

اتفاق أوسلو

في تسعينيات القرن العشرين، دخل عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية في سلسلة من المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء عقود من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، من تلك المفاوضات مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو عام 1993.

ترأس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1996 بعد انتخابه، وحكم الداخل الفلسطيني إلى حين وفاته.

وفي تلك الحقبة، عاش الداخل الفلسطيني فترة مستقرة، تخللها بموجب أوسلو أن تكون فلسطين معترف بها دولياً ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو.

في الأشهر الأخيرة من عام 2004، مرض ياسر عرفات بعد سنتين من حصار للجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، ودخل في غيبوبة.

أعلن عن وفاته فجر يوم الخميس 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري بباريس، عن عمر جاوز 75 عاماً من دون الاعلان عن سبب الوفاة، ما جعل التساؤلات حول ظروف وفاته مستمرة إلى حد اللحظة بين ضلوع إسرائيل في تسميمه وبين وفاته بشكل طبيعي.

بين عرفات والسنوار.. أين فلسطين؟

بين تجربة عرفات وتجربة السنوار ومجموعته، يتأكد بأن لا خيار للشعب الفلسطيني سوى الدولة الفلسطينية، وهذا ما أثبتته اعترافات الدول بفلسطين بعيداً عن الشعارات الرنانة التي أثبتت حرب غزة بأنها لا تغني ولا تثمن من جوع.

يقرأون الآن