قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن موقفه من الرئيس السوري أحمد الشرع يتوقف على ما ستؤول إليه التطورات العسكرية والأمنية داخل سوريا، ولا سيما في الجنوب الغربي المتاخم لخطوط التماس في الجولان.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن نتنياهو تساؤله بشأن مستقبل سوريا في ظل القيادة الحالية:
«هل ستصبح سوريا دولة مسالمة؟ هل سيقضي الشرع على الجهاديين داخل جيشه؟ وهل سيتعاون معنا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا؟».
وأشار نتنياهو إلى أن «الدروز في سوريا تعرضوا لعمليات تعذيب وقتل واسعة»، معتبراً أن «توفير حماية دائمة لهم، ونزع السلاح من الجنوب السوري، يمكن أن يفتح الباب أمام خطوات لاحقة».
ويأتي تصريح نتنياهو بعد يوم واحد من توغل قوة إسرائيلية في قرية رسم القطا بريف القنيطرة الجنوبي، حيث قالت قناة الإخبارية السورية إن القوات الإسرائيلية نصبت حاجزاً عسكرياً ومنعت المدنيين من المرور.
من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن التحركات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية «لا تعكس مخاوف أمنية بقدر ما تعبّر عن طموحات توسعية»، مشيراً إلى أن دمشق تخوض مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، لكنها تشترط انسحاب إسرائيل إلى خطوط 8 ديسمبر كخطوة أساسية لإحراز تقدم.
وأضاف الشرع أن «إسرائيل تبرّر احتلال الجولان بحجة الحماية، والآن تفرض شروطاً في جنوب سوريا بالمنطق نفسه، وربما تمتد هذه الذريعة لاحقاً إلى مناطق أخرى».
وكشف أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب دمشق في هذه المفاوضات»، مشيراً إلى وجود دعم دولي واسع للموقف السوري، بما في ذلك «إشارات إيجابية» من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قد شدّد في 29 سبتمبر على أن «الاتفاق الأمني قيد البحث مع إسرائيل لا يعني تطبيع العلاقات»، لافتاً إلى أن تل أبيب تعتبر اتفاق فضّ الاشتباك الموقع عام 1974 «ملغى من جانبها».
في حين أوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن «الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية زادت من تعقيد مسار المفاوضات وجعلت أي خطوة نحو التطبيع أكثر صعوبة».


