لا يقتصر اتباع نظام غذائي صحي على تجنّب المكونات الضارة فحسب، بل يعتمد بشكل أساسي على اختيار أطعمة محددة تدعم وظائف الجسم الحيوية وتعزز الصحة العامة. وفي هذا الإطار، يوصي الدكتور سوراب سيثي، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي والحاصل على تدريبه في جامعات هارفارد وستانفورد ومعهد العلوم الطبية الهندي (AIIMS)، بتناول ثمانية أنواع من الخضراوات لما لها من فوائد مثبتة علمياً على صحة الأمعاء والتمثيل الغذائي والوقاية من الأمراض المزمنة، وفق ما نقلته صحيفة Times of India.
ويشير سيثي إلى أن البروكلي يُعد من أبرز هذه الخضراوات نظراً لاحتوائه على مركب السلفورافان الذي يدعم إزالة السموم من الكبد ويحسّن صحة بكتيريا الأمعاء ويقلل الالتهابات، إضافة إلى غناه بمضادات الأكسدة والفيتامينات التي تحمي من أمراض القلب وتعزز صحة العظام والجهاز الهضمي.
أما الشمندر، فيتميز بغناه بالنترات التي تحسّن تدفق الدم وتدعم الأداء البدني، إلى جانب مركب البيتين الذي يعزز صحة الكبد والهضم، فضلاً عن دوره في خفض الكوليسترول الضار وتقليل الإجهاد التأكسدي.
وتُعد البطاطا الحلوة خياراً غذائياً مثالياً بفضل محتواها العالي من البيتا كاروتين والألياف ومضادات الأكسدة، ما يسهم في تحسين صحة الأمعاء وتعزيز المناعة، إضافة إلى خصائصها المضادة للسكري والالتهابات.
وفي السياق ذاته، تبرز السبانخ كأحد أهم الخضراوات الورقية الغنية بالمغنيسيوم وحمض الفوليك، إذ تسهم في دعم صحة القلب وخفض ضغط الدم وتحسين تنوع البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
وتحتل براعم بروكسل مكانة متقدمة ضمن الخضراوات الصليبية لما تحتويه من ألياف ومركبات تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، خصوصاً السلفورافان المعروف بخصائصه الوقائية من السرطان.
ويضاف إلى ذلك القرنبيط، الذي يتميز بانخفاض سعراته الحرارية وغناه بالكولين الضروري لصحة الدماغ والكبد، فضلاً عن احتوائه على مركبات ذات تأثير إيجابي في الوقاية من الأورام وتعزيز الوظائف العصبية.
كما يُعتبر الجزر من أكثر الخضراوات فائدة للصحة العامة، إذ يحتوي على الكاروتينات التي تدعم صحة العين والبشرة، إلى جانب الألياف التي تغذي ميكروبات الأمعاء وتعزز المناعة.
ويختم الدكتور سيثي توصياته بالقرع المر، الذي يتميز بخصائصه المساعدة على تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين التمثيل الغذائي، ما يجعله مفيداً لمرضى السكري من النوع الثاني ولمن يسعون إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي.
وتؤكد هذه التوصيات أن إدراج هذه الخضراوات ضمن النظام الغذائي اليومي يمكن أن يشكّل خطوة فعالة نحو نمط حياة أكثر صحة، والوقاية من العديد من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية وقلة التنوع الغذائي.


