قال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، اليوم الجمعة، إن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر محاولة القضاء على حزب الله عسكريًا، معتبرًا أن هذا النهج غير مجدٍ في ظل الواقع السياسي والأمني الراهن. وأوضح براك في تصريحات لوكالة بلومبيرغ أن "قتل إرهابي واحد سيُنتج عشرة آخرين"، في إشارة إلى أن الحلول العسكرية وحدها لا يمكن أن تفضي إلى تسوية دائمة، مشددًا على أن الوقت قد حان لفتح حوار مباشر بين لبنان وإسرائيل لمعالجة حالة التوتر المتصاعد.
وفي السياق ذاته، قال قائد القيادة الوسطى الأميركية براد كوبر إن مصلحة الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين تكمن في نزع سلاح حزب الله وحفظ الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن أي تصعيد جديد من شأنه التأثير سلبًا على أمن الشرق الأوسط بأكمله.
من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، أن جلسة المحادثات الأولى بين لبنان وإسرائيل برئاسة مدنيين كانت "إيجابية"، مؤكدًا ضرورة البناء عليها "لإبعاد شبح حرب ثانية" بعد المواجهة الأخيرة بين الجانبين. وجاء تصريح الرئيس عون في يوم شهد غارات إسرائيلية جديدة على بلدات جنوب لبنان، بعد إنذارات لسكانها بالإخلاء، مشيرة إلى أنها استهدفت منشآت تابعة للحزب، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ عام.
ويأتي هذا التطور في ظل مخاوف متزايدة من تصعيد واسع، إذ شارك مندوبان مدنيان من لبنان وإسرائيل، الأربعاء، في اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في مقر يونيفيل بجنوب لبنان، في أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود.
وتتّهم السلطات اللبنانية إسرائيل بارتكاب آلاف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب أضرار مادية واسعة. وكان الاتفاق قد أنهى هجومًا إسرائيليًا واسعًا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تتجدد المواجهات وتتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، خلّفت أكثر من أربعة آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وتواصل إسرائيل تحدّي الاتفاق، وفق الجانب اللبناني، باحتفاظها بخمس تلال في الجنوب استولت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود، ما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ومنع الانزلاق نحو مواجهة جديدة.


