بدا واضحاً خلال الأيام الماضية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غاضب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
فمن اتهامه بأنه لم يقرأ المقترح الأميركي للسلام بين روسيا وأوكرانيا إلى تشبيهه بـ"بي تي بارنم" ( (Phineas Taylor Barnum)، بدا جلياً أن ترامب خاب أمله بزيلينسكي.
ففي مقابلة نارية مع مجلة "بوليتيكو"، أمس الثلاثاء، شبه ترامب نظيره الأوكراني برجل الأعمال الأميركي الذي ذاع صيته في 1850 كواحد من أبرع المروجين في عصره، وبائعي الأوهام، إذ كان متخصصاً في تقديم عروض "السيرك"، وخدع الجمهور بأمور شتى وحيل ترفيهية لا تخطر على بال.
وقال ترامب عن زيلينسكي: إنه "بائع ماهر. أسميه بي. تي. بارنوم... لقد أقنع جو بايدن الفاسد بمنحه 350 مليار دولار، وانظروا ماذا جنى من ذلك.. حوالي 25% من سكان بلاده مفقودون".
كما أكد أن روسيا في موقع متقدم، لاسيما أنها أكبر مساحة وأقوى على الجبهات. وحث كييف على قبول التسوية وتفادي المزيد من الضحايا.
إلى ذلك دعا ترامب نظيره لإجراء انتخابات عامة في أوكرانيا، في مطلب يتماهى إلى حد بعيد مع موقف موسكو التي اعتبرت سابقاً أن زيلينسكي غير شرعي لأن ولايته انتهت في أيار/ مايو 2024.
لعل الإجابة بسيطة وقد أتت صراحة على لسان زيلينسكي عينه برفضه التنازل عن أي أراضٍ إلى روسيا، وهو بند وضع ضمن المقترح الأميركي للسلام، إذ حث موفدو ترامب الجانب الأوكراني على التنازل عن منطقة دونباس في شرق البلاد، والتي تسيطر القوات الروسية على الجزء الأكبر منها.
وكان المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون أكملوا يوم السبت الماضي ثلاثة أيام من المحادثات بهدف تضييق الخلافات بشأن مقترح السلام الذي قدمته إدارة ترامب.
لكن بقي الخلاف الأبرز حول تخلي كييف عن منطقة دونباس لصالح روسيا.
وقد رفضت أوكرانيا مع حلفائها الأوروبيين بشدة فكرة التنازل عن الأرض.
وفي حديثه للصحافيين أمس الثلاثاء عبر واتساب، قال زيلينسكي إن هناك 3 وثائق تتم مناقشتها مع الشركاء الأميركيين والأوروبيين، وثيقة إطار عمل من 20 نقطة تتغير باستمرار، ووثيقة حول الضمانات الأمنية، ووثيقة عن إعادة إعمار أوكرانيا.
كما أضاف أن النسخة المحدثة من المقترح الأوكراني ستُسلم إلى الولايات المتحدة اليوم الأربعاء.
في حين انتقد قادة أوروبا سابقاً بعض النقاط التي جاءت في المقترح الأميركي الأولي، معتبرين أنها غير واقعية.


