لبنان

التصعيد على لبنان.. عزوف مصري ووساطة عُمانية

التصعيد على لبنان.. عزوف مصري ووساطة عُمانية

أشارت صحيفة "الأخبار"، إلى أنه "يبدو واضحاً أنّ قرار رئيس الجمهورية جوزاف عون، بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، برفع التمثيل ال​لبنان​ي في لجنة ​الميكانيزم​ إلى مستوى مدني، لم يسقط من الحسابات احتمال" لجوء ​إسرائيل​ إلى تنفيذ تهديدها بعدوان عسكري جديد.

ونقلت الصحيفة تأكيد مصادر رسمية لبنانية نعي المبادرة المصرية التي كانت تقوم على نقطتين رئيسيتين: نزع كامل سلاح ​حزب الله​ جنوب الليطاني، والتزام الحزب بعدم استخدام أي سلاح شمال النهر ضدّ إسرائيل.

ولفتت إلى ما نقلته مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بأنّ إسرائيل في صدد توجيه "ضربات كبيرة وقاضية" إلى حزب الله، خصوصاً في الضاحية الجنوبية والبقاع، في حال لم يبادر إلى تسليم الصواريخ الدقيقة والمسيّرات بحلول السنة الجديدة.

وعليه تترقّب جميع الجهات انتهاء الشهر الحالي، وهو الموعد المرتبط بالانتهاء من خطة الجيش لحصر السلاح جنوب الليطاني والانتقال إلى شماله، مع تأكيد حزب الله أنّ الاتفاق يشمل جنوب النهر حصراً، فيما ينتظر الأميركي والإسرائيلي أداء الجيش اللبناني لتحديد المسارات المقبلة. كذلك يترقّب الجميع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 الحالي، وسط رصد لما إذا كان الأخير سيضغط على تل أبيب لفرملة التصعيد أم العكس، وفق "الأخبار".

الى ذلك، كشفت مصادر مطّلعة للصحيفة أنّ إشارة نتانياهو إلى التعاون الاقتصادي، في تعليقه على الاجتماع الأخير للجنة الميكانيزم بحضور المندوبين المدنيين، لم يأتِ من فراغ، وأنّ إسرائيل أثارت الأمر في أثناء الاجتماع الذي عقد على مرحلتين، واحدة بحضور العسكريين وثانية اقتصرت على المدنيين.

وقالت مصادر مطّلعة إنه عندما أثيرت مسألة التعاون الاقتصادي وفق تصوّر أميركي لإعادة بناء المنطقة الحدودية بطريقة مختلفة، قال السفير سيمون كرم، إنّ لبنان يريد أولاً إنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والسماح لأبناء المنطقة بالعودة إلى منازلهم وقراهم، وعدم عرقلة عملية الترميم أو الإعمار، وإنّ لبنان يرى في هذا الأمر شرطاً لازماً لأي بحث في مستقبل هذه المنطقة.

في غضون ذلك، قالت مصادر مطّلعة للصحيفة إنّ رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، نصح الموفد الأميركي توم برّاك، في لقائهما مطلع الشهر الحالي، بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان وبحماية الديموغرافيا اللبنانية، محذّراً من أنّ "أي ضربة كبيرة للشيعة في لبنان ستكون لها ارتداداتها في المنطقة، وضمناً العراق". إلا أنّ المصادر نفسها نفت تماماً أن يكون برّاك، قد أبلغ السوداني، بأنّ إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية ضدّ حزب الله، أو نقل تحذيرات إلى العراق من ضربة إسرائيلية ضدّ بغداد إذا تدخّل أي جانب عراقي إلى جانب الحزب.

وساطة عمانية

إلى ذلك، نقلت صحيفة "الديار" عن مستشار لدى إحد المراجع السياسية وصفه زيارة الرئيس جوزاف عون إى سلطنة عمان بأنها "أمّ الزيارات"، نظرًا إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تضطلع به السلطنة في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة، بوصفها حاضنة قادرة على القيام بمهمة بالغة الحساسية قد تفضي إلى حلّ ينقذ لبنان ان من الانفجار الداخلي أو من شرور الحرب الإسرائيلية المحتملة بخاصة بعدما ادت الوقائع على الارض والمواقف الى زيادة التصلب لدى حزب الله الذي بات يعتبر ان سلاحه مسألة وجودية ان بالنسبة الى الحزب او الى البيئة الحاضنة.

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر اعلامية في مسقط قولها إن المباحثات التي اجراها الرئيس عون مع سلطان عمان هيثم بن طارق تناولت قيام السلطنة بدور الوساطة لعلاقتها الوثيقة بكل من طهران وتل ابيب، فضلا عن علاقتها مع واشنطن، بحيث ان المصادر اياها وصفت تلك الوساطة بانها "ثلاثية الابعاد"، كون معالجة الازمة اللبنانية تحتاج الى اتصالات مع كل من ايران واسرائيل واميركا في اوقات متزامنة.

يقرأون الآن