خاص

عقد مسؤولون من الموساد ووفد قطري لقاء ثلاثيا الإثنين الماضي برعاية البيت الأبيض في نيويورك، في محاولة لإعادة إطلاق العلاقات بين إسرائيل وقطر بعد أزمة "هجوم الدوحة" الذي أثار توترا شديدا بين الطرفين.

ويعتبر هذا الاجتماع الأرفع مستوى بين البلدين منذ توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة، ويأتي في وقت تستعد فيه الإدارة الأميركية لإطلاق مرحلة جديدة من خطة السلام في القطاع، حيث ترأس اللقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وحضر عن الجانب الإسرائيلي مدير الموساد ديفيد بارنيا، فيما مثل الجانب القطري مسؤول رفيع، وفق ما نقله موقع أكسيوس.

يوضح الباحث والكاتب السياسي جو معكرون في حديث لـ"وردنا" بأن بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة على الدوحة، ظهرت وساطة أميركية واضحة لفتح قنوات التواصل بين قطر وإسرائيل وقد استغرق الأمر بعض الوقت، أما الآن فهم يحاولون ترجمة هذه الوساطة إلى عودة التواصل المباشر بين الجانبين، لما في ذلك من فائدة للولايات المتحدة.

ويكشف معكرون أن هناك في الوقت الحالي بعض الصعوبات في الانتقال إلى المرحلة الثانية فيما يتعلّق بموضوع غزة، وهذا بدوره قد يسهّل الأمور من خلال تعزيز التواصل بين الطرفين، بما يسمح بتسيير الإجراءات اللازمة لتنفيذ اتفاق غزة.

أما فيما يتعلق بالإخوان فيؤكد بأن الأميركيين فصلوا منذ البداية موقفهم عن المواقف التي اتُّخذت بشأن قضية الأخوين من جانب تركيا وقطر وغيرها. فهذه الارتباطات لها علاقة داخلية بعملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة.

ويرى أن الأميركيين يحافظون على علاقاتهم الطبيعية مع تركيا وقطر مع تسجيل الموقف الذي اتخذوه فيما يتعلق بالإخوان المسلمين، لذلك لا أعتقد أن هناك رابطاً مباشراً بين الأمرين.

ويختم معكرون حديثه لـ"وردنا" مشدداً على أن "الأميركيين يعرفون جيداً ما يريدونه في غزة وفي غيرها، ويبدون تركيزاً كبيراً على هذه الملفات".

لطالما شهدت العلاقات القطرية- الإسرائيلية الكثير من المد والجزر في ملفات إقليمية حساسة، وخصوصاً ملف "تنظيم الإخوان المسلمين" الذي لطالما تتهم فيه قطر من قبل المجتمع الدولي وإسرائيل بصورة خاصة برعايتها لهذا التنظيم وتجلّى هذا الاتهام بعدة محطات أبرزها ما حصل في السابع من أكتوبر الذي أسس ومهّد للهجوم على قطر بسبب وجود حركة "حماس" في الدوحة وهذا ما جعل العلاقة القطرية- الإسرائيلية تزداد سوءاً حيث بات تصنيف إسرائيل لقطر في ذلك الحين يساوي تصنيفها لإيران من ناحية العداء للإسلام السياسي المتشدد بجناحيه وهذا أيضاً ما تبيين فيما يتعلق بالملف السوري أيضاً باتهام إسرائيل قطر على أنها ترعى "الإسلام السياسي" داخل سوريا.

ولكن بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة على قطر وفشلها في تحقيق غايتها باغتيال القياديين في حماس، كانت مؤشر لوضوح السياسة الأميركية في قرارها بالعمل الفوري على إنهاء الحرب في غزة واعتمادها سياسة "السلام عبر القوّة" سواء مع حركة حماس من خلال القضاء عليها عسكريّاً في غزة أو من خلال الضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض للإتصال بأمير قطر والاعتذار منه على "ضربة الدوحة"، ويأتي هذا اللقاء الثلاثي بعد كل هذه المراحل التي بقيت حاجزاً كبيراً أمام استقرار العلاقة بين قطر وإسرائيل.

يقرأون الآن