مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- تفجير سيدني.. ذريعة حرب أميركية- إسرائيلية على إيران لجرّها إلى المفاوضات!

خاص

شكل انفجار سيدني مفاجأة كبيرة سواء بكيفية حدوثه أو حتى بتوقيته، وكل الأنظار بعد هذا الهجوم ذهبت إلى إيران وذراعها الأقوى في المحور وهو "حزب الله"، من خلال الشكوك حول ضلوعه بهذا الهجوم انتقاماً من اغتيال هيثم طبطبائي ولكن بقيت الأمور محصورة بالصراع بين إيران وإسرائيل حيث أن بقي التركيز الأساسي يتمحور حول دور إيران بالهجوم وربط هذا الدور باحتمالية نشوب جولة ثانية من الحرب بين إيران وإسرائيل يكون "انفجار سيدني" الذريعة الأساسية لها.

المحلل السياسي والخبير في الشؤون العربية طلعت طه يصف المشهد خلال حديثه لـ"وردنا" بأن الأمر لم يعد كيف أو أين أصبح الأمر الآن "متى" هكذا، وباختصار، حدّدت إسرائيل ضرب إيران ولبنان في وقت واحد ، طبعًا بموافقة ودعم وتخطيط أميركي.

ويكشف طه أن لبنان كان على موعد مع حرب منذ شهرين، إلا أن هذه الحرب تم تأجيلها مرة بسبب زيارة البابا، ومرة أخرى بسبب تدخل الوسطاء والزيارات الدبلوماسية، منها المصرية والفرنسية، وكذلك السعودية، في محاولة لوضع النقاط على الحروف وإيجاد مساحة للسلام بدلًا من الحرب.

المحلل السياسي والخبير في الشؤون العربية طلعت طه

ويضيف أن إسرائيل تريد الحرب بأي شكل من الأشكال على لبنان، وتقول إنها تسعى إلى الإقصاء التام لحزب الله، وإبعاده شمال نهر الليطاني. وقد كان ذلك قائمًا منذ أكثر من عام في ظل هدنة، ومع ذلك اخترقت إسرائيل هذه الهدنة أكثر من خمسة آلاف مرة، من بينها نحو سبعمائة اختراق جوي للأراضي اللبنانية.

وهنا يبرز السؤال: ما العلاقة بين ذلك وبين حادثة سيدني؟ فعندما وقعت حادثة سيدني ووصفتها إسرائيل بالإرهابية، سارعت إلى القول إن إيران هي السبب، وباختصار، كلما حدث أمر ما في أي بقعة من بقاع العالم، تُحيله إسرائيل إلى إيران، حتى قبل أن تبدأ السلطات الأسترالية بالتحقيق في الحادث، وقبل معرفة هوية منفذيه.

ويكمل "إسرائيل ادعت أن المنفذين من إيران، وأن إيران تقف خلف الحادث في حين أن إيران ليست دولة ضعيفة ولا ساذجة لتقوم بمثل هذا الفعل المحدود، ولو أرادت إيران ذلك، لكانت هناك حرب شاملة، لا مجرد مناوشات صغيرة تُعطي إسرائيل مبررًا جديدًا لشن الحرب".

ومن جانب آخر حتى الآن، لم تُعلن السلطات الأسترالية نتائج التحقيق النهائي حول منفذي الحادث الإرهابي، ولا دوافعهم، ولا انتماءاتهم أو الجماعات التي قد تكون وراءه، كما لم تُعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث حتى اللحظة وبالتالي، فإن الحادث ما زال مجهول التفاصيل والنتائج.

ويشير إلى أنه انطلاقاً من ذلك تسعى إسرائيل بأي شكل من الأشكال، إلى اختلاق أو زرع أو إنشاء ذريعة جديدة لبدء الحرب، إذ إن هذا الأمر كان مخططًا له مسبقًا. وحتى إن القيادات في إيران صرّحت بأن إسرائيل لم تُصب المفاعلات النووية، لكنها أصابت بعض المنشآت الأخرى، ولم يكن بالإمكان الرد في ذلك الوقت.

لماذا تُصرّ إسرائيل على ضرب لبنان وحزب الله؟

يؤكد طه أن "ذلك بهدف إضعاف قدرات إيران، حتى لا تكون هناك جبهة إسناد لها في حال نشوب حرب، سواء من قبل حزب الله أو من الأراضي اللبنانية، وتُعدّ هذه الخطوة إجراءً استباقيًا تنفذه إسرائيل، يتمثل في إحكام سيطرتها الكاملة على الجولان، وصولًا إلى قمة جبل الشيخ والقنيطرة، وبهذا تكون قد أحكمت قبضتها وسيطرتها على الشمال الإسرائيلي من الجبهة السورية".

وعليه، لم يبقَ أمام إسرائيل من جبهات الإسناد التي قد تشارك في أي حرب محتملة سوى الجبهة اللبنانية، ففي حال اندلاع أي حرب، أو حتى إطلاق رصاصة واحدة من حزب الله، فإن ذلك سيجرّ لبنان بأكمله إلى الحرب، كما ينص عليه باتفاق وقف النار، رغم الخروقات المتكررة التي قامت بها إسرائيل.

حرب اليوم الواحد

ويرى أن إسرائيل تعمد إلى اختلاق الذرائع، فتقوم بالضرب حتى قبل وقوع أي هجوم فعلي، مدعيةً أن هناك من يحاول، أو يُشتبه بأنه سيحاول، استهدافها، فتقوم بضربه مسبقًا، وهذه الحجج الواهية تتلقفها الولايات المتحدة وتتبناها ليُستَخدم ذلك مبررًا لضرب لبنان، وكذلك سوريا.

ويعتبر أنه في حال نشوب حرب، ستكون حرب "اليوم الواحد"، ولن تكون مشابهة لحرب الأيام الاثني عشر، أي إن هناك هامشًا زمنيًا للتحضير لدى إسرائيل، ومساحة كافية للإعداد المسبق للضربات الأساسية والمهمة.

ولا سيما أن إسرائيل ستكون شريكًا معلنًا مع الولايات المتحدة، مع دخول طائرات "بي-52"، ما يعني توجيه ضربات قوية إلى المنشآت النووية التي لم تُدمَّر سابقًا، كما اعترفت بذلك الولايات المتحدة لاحقًا، وكما أكدت إيران أنها لم تُدمَّر

ويشدد على أن "مفهوم "حرب اليوم الواحد" يعني أنها ستكون حربًا شديدة القوة ومكثفة، ولن تكون شبيهة بالحرب السابقة التي اقتصرت على بعض الضربات المحدودة، لتأتي بعدها بعض الصواريخ من إيران، بل ستكون هناك ضربات قوية جدًا ومباشرة".

ويختم طه حديثه لـ"وردنا" مشيراً إلى أن "أميركا لا تريد جرّ إيران للتفاوض، بل هي تريد الحرب على إيران لجرّها إلى التفاوض سواء مع أميركا أو إسرائيل، وأميركا تشدد على أن كل ما تريده هو أن تعترف إيران بأنها تملك أسلحة نووية وتسلمها لها، وإلا سيتم تدمير إيران".

الدكتور هادي دلول من جهته يعتبر في حديث لـ "وردنا" بأنه لا يوجد أي استثمار فعلي للحادث ببيان رسمي إسرائيلي يبنى عليه باعتبار أن التصريحات الإسرائيلية مبنية على اتهامات.

اما عن هجوم اسرائيلي وشيك على ايران فيؤكد دلول بأن لا يمكن ان ينفذ بدون دعم اميركي ومسانده اميركيه وهذا الامر غير وارد حاليا بقرار واشنطن.

ويختم حديثه لـ"وردنا" مشدداً على أن واشنطن غير مستعده للانخراط بحرب مع ايران لا من اجل اسرائيل ولا غير اسرائيل واشنطن تحضر الاستثمار مفتوح لبتروكيميائي وغاز بشرق المتوسط باتفاق مع لبنان احتلال مع سوريا ومحاوله حصر الصهيوني بفلسطين لاخذ الاستثمار بعد المواجهه الاخيره يعني فكره الحرب لان امريكا غير وارده حاليا ببدء المعركه من طرفهم".

يقرأون الآن