خاص

على طريق استعادة السيادة تغيّرت الكثير من الأشياء لبنانياً، وأبرزها العلاقات اللبنانية- الإيرانية، ولو على مضدد فالموقف الرسمي اللبناني لجهة استعادة لبنان سيادته، وحصر السلاح بيد الدولة تشدد لينطلق مسار بناء الدولة وهو ما أبعد المسافات بين لبنان وإيران، وهذا ما ظهرجليّاً إن كان على صعيد مواقف رئيس الحكومة نواف سلام أو مواقف وزير الخارجية يوسف الرجي.

أما على صعيد المواقف الإيرانية من لبنان، يبدو أن الجفاء مع لبنان واضح نتيجة هذه العوامل على الرغم من التمسك الإيراني بدعم حزب الله وسلاحه ولكن وكأنما بدت إيران تسلم للأمر الواقع وهو أن بات هناك دولة فعلية في لبنان وجب احترامها من خلال التصريحات الرسمية الأخيرة التي شددت على احترام سيادة لبنان وأن "سلاح الحزب" شأن داخلي لبناني

عضو كتلة الجمهورية القوية النائب نزيه متّى يشير في حديثه لـ"وردنا" إلى أنه عندما يكون هناك علاقة من دولة إلى دولة، من المفترض أن تحترم كل دولة سيادة الأخرى لكي تكون هذه العلاقة سليمة بالحد الأدنى لكن الأمور تتغيير عندما أي دولة من هذه الدول لا تحترم سيادة الدولة الأخرى لأن هذه العلاقة سيشوب فيها الخلل بطبيعة الحال.

ويرى متّى أن هناك تضارب في الآراء الإيرانية الرسمية في كيفية التعاطي مع لبنان كـ "دولة"، وعلى هذا الأساس تخرج أكثر التصريحات الإيرانية دعم لحزب الله وسلاحه وللـ "المقاومة" الموجودة في المنطقة بشكل عام ليخرج رأي خجول إيراني رسمي ويقول بأن مسألة سلاح "الحزب" شأن لبناني داخلي لا يوجد أي علاقة لإيران به.

ويُذكّر بأن عندما اغتالت اسرائيل هيثم طبطبائي خرج الرد الرسمي من طهران على الإغتيال بـ "أخذ الثأر" من إسرائيل، فهل الطبطبائي إيراني أم لبناني؟، ففي حال كان إيرانياً ما هو مبرّر وجوده على الأراضي اللبنانية؟، وبحال كان لبنانياً فهذا ليس شأن إيران على الإطلاق

ويؤكد متّى أنه بحال استمر التعاطي الرسمي الإيراني مع لبنان بهذه الطريقة فالأمور حتمياً ستذهب إلى التوتر الحتمي في العلاقة الدبلوماسية بين لبنان وإيران، لأن ليس من المنطقي أن تكون هذه هي شكل العلاقة الدبلوماسية من دولة إلى دولة، عندما تقرر إيران أن تتعاطى مع لبنان كدولة فلكل حادث حديث،بالإضافة إلى ضرورة إيقاف دعم "حزب الله" كأولوية أساسية لتحسين هذه العلاقات لأنه بالنسبة للدولة اللبنانية هو تنظيم غير شرعي.

ويلفت إلى أن الدولة اللبنانية بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى رئيس الحكومة بالإضافة إلى وزير الخارجية يوسف رجي متوافقين بشكل موحد على أن مسألة سلاح "الحزب" شأن داخلي بحت، والشيعة في لبنان مكون لبناني وأي مشكلة تتعلق بهم يتم معالجتها في لبنان حصراً مثل باقي المكونات التي من واجب الدولة اللبنانية أن تحمي وجودهم.

ويختم متّى حديثه لـ "وردنا" مشدداً على أن كل تصريحات المسؤولين هي تصب بهذا الاتجاه، بمواجهة المحاولات الإيرانية عن طريق دعم "حزب الله" وسلاحه بأن تشكل ضمانة للوجود الشيعي سواء في لبنان أم في باقي الدول التي لا زال لها نفوذ داخلها فالشيعة مكون لبناني مرتبطين بلبنان، وليس لهم أي أجندات خارجية كأجندة حزب الله الذي يجاهر بارتباطاته بشكل علني".

يقرأون الآن