دولي

تقرير بريطاني يثير تساؤلات حول تركيز الرئيس الأميركي

تقرير بريطاني يثير تساؤلات حول تركيز الرئيس الأميركي

أشار تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إلى تكرار مواقف أثارت تساؤلات بشأن تركيز الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال عدد من الاجتماعات والإطلالات العلنية، لافتًا إلى أنه بدا في بعض المناسبات وكأنه يغفو، بينما خرج في مناسبات أخرى عن سياق النقاش، منطلقًا في استطرادات وُصفت بـ“الغريبة” وغير المرتبطة بمواضيع البحث.

وسلطت الصحيفة الضوء على واقعة تعود إلى منتصف يوليو، حين روى ترامب قصة مطوّلة عن عمه الراحل جون ترامب، الأستاذ الجامعي، مدعيًا أنه درّس القاتل المتسلسل تيد كاتشينسكي المعروف باسم “يونابومبر” في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. غير أن الصحيفة أوضحت أن هذه الرواية غير ممكنة زمنيًا وواقعيًا، ولا تتوافق مع الوقائع المعروفة.

وفي الشهر نفسه، وخلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ذكرت الغارديان أن ترامب انتقل فجأة من الحديث عن الهجرة إلى شن هجوم مطوّل على طاقة الرياح، متحدثًا بلا توقف لنحو دقيقتين ومن دون تمهيد، وادعى من دون أدلة أن توربينات الرياح “تدفع الحيتان إلى الجنون” وأنها “تقتل الطيور”. وأشارت الصحيفة إلى أن المعطيات العلمية المتوفرة تُظهر أن نسبة الطيور التي تقتلها التوربينات تبقى ضئيلة جدًا مقارنة بتلك التي تقتلها القطط المنزلية أو حوادث الاصطدام بخطوط الكهرباء.

ونقلت الصحيفة حادثة أخرى وقعت في سبتمبر، حين دعا ترامب كبار القادة العسكريين إلى اجتماع في ولاية فرجينيا، وألقى خطابًا استعرض فيه ما اعتبره إنجازاته، قبل أن ينتقل إلى مهاجمة سلفه جو بايدن، قائلًا إن الولايات المتحدة “لم تكن محترمة” في عهده، ومكررًا عبارة أن بايدن كان “يسقط على الدرج كل يوم”.

وبحسب التقرير، استرسل ترامب لاحقًا في شرح مطوّل عن الطريقة التي ينزل بها الدرج بحذر شديد، محذرًا من مخاطر السقوط، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن الرئيس الأسبق باراك أوباما، معتبرًا أنه كان ينزل الدرج بسرعة وقفزًا، وهو ما وصفه بأنه بدا “رائعًا”، لكنه شدد على أنه لا يرغب في تقليده، رغم اعتقاده أنه ربما يستطيع ذلك، لينهي حديثه بالقول إن أوباما “أدى عملًا سيئًا كرئيس”.

وفي نوفمبر، أعلن ترامب، وهو أكبر رئيس يؤدي اليمين الدستورية في تاريخ الولايات المتحدة، خضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي، لكنه لم يتمكن من تذكر الجزء الذي خضع للفحص، وفق ما نقلته الغارديان. وفي الشهر نفسه، بدا وكأنه غفا خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، قبل أن يتكرر المشهد خلال اجتماع لمجلس الوزراء في أوائل ديسمبر، ثم مرة أخرى بعد أسبوعين أثناء مؤتمر صحافي خُصص للإعلان عن إصلاحات تتعلق بالقنب.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن ترامب خلط في وقت سابق من العام بين ألبانيا وأرمينيا خلال حديثه عن اتفاق سلام يخص الأخيرة. كما توقفت عند خطاب ألقاه في البيت الأبيض عن التوحّد، تحدث فيه عن “عناصر من العبقرية يمكن أن تُمنح لطفل”، معتبرًا أن تمويل دراسات التوحّد “لا يمكن أن تكون له نتائج سلبية، بل إيجابية فقط”.

وإلى جانب هذه الوقائع، لفت التقرير إلى نوبات هجوم لفظي غير منضبط، إذ وصف ترامب في ديسمبر المهاجرين الصوماليين بأنهم “قمامة”، كما حمّل المخرج روب راينر مسؤولية وفاته بشكل غير مباشر، في خطوة قالت الصحيفة إنها صدمت حتى بعض الجمهوريين.

وفي السياق نفسه، خلصت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن ترامب يعمل وفق جدول مخفف مقارنة بولايته الأولى، إذ تبدأ أنشطته الرسمية في المتوسط عند الظهر وتنتهي عادة عند الخامسة مساءً، مع تراجع عدد إطلالاته الرسمية بنسبة 39%.

وعلى الرغم من هذه المعطيات، واصل البيت الأبيض طوال العام نفي أي تراجع في الحالة الذهنية للرئيس والدفاع عنه بقوة، غير أن التساؤلات المحيطة بأدائه وتركيزه، مع اقترابه من سن الثمانين في يونيو المقبل، تبدو مرشحة للاستمرار خلال المرحلة القادمة.

يقرأون الآن