بعد فرض قيود مشددة على المصلين في المسجد الأقصى، اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الخميس، ساحات المسجد من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية.
وكانت الشرطة الاسرائيلية، اقتحمت عند السابعة صباحا، المسجد الأقصى، معززة بعناصر من الوحدات الخاصة، وانتشرت في ساحاته بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى، فيما قامت بإبعاد المرابطين من محيط المصلى القبلي، بحسب وكالة "وفا".
وقال شهود عيان إن" المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات تضم كل واحدة منها 50 مستوطنا".
وأشار الشهود الى أن "المجموعات المقتحمة، نفذت جولات استفزازية في ساحات الحرم. وقام عدد من المستوطنين بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات الحرم، وعند مصلى (باب الرحمة)، وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة".
وتأتي هذه الاقتحامات، بعد ساعات من اقتحام الشرطة الاسرائيلية لساحات الأقصى أثناء صلاة التراويح، حيث اعتدت على المصلين ومنعت المعتكفين من البقاء في الساحات، وقمعت المصلين واجبرتهم على مغادرة المسجد القبلي بالقوة.
وكانت منظمات "الهيكل المزعوم"، قد دعت أنصارها وجمهورها إلى تنظيم اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى خلال "الفصح اليهودي" الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل.
ومنذ ساعات الفجر، فرضت القوات الاسرائيلية قيودا على دخول المواطنين الفلسطينيين إلى ساحات الحرم، ومنعت من هم دون سن الأربعين عاما، من الدخول إلى الأقصى والصلاة فيه.
واعتقلت أكثر من 400 مصل من داخل المسجد، وحطمت بعض محتويات المصلى القبلي داخله.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها إن " مسعفيها نقلوا الطفل خضر غراب (15 عاماً) إلى المستشفى، بعدما أطلق مستوطن الرصاص الحي عليه في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وأصابه بجروح في يده".
واليوم يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة مغلقة، بطلب مشترك من فلسطين والأردن، وبدعم من الامارات والصين، لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ودان مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه، اليوم الخميس، "اقتحام القوات الإسرائيلية، المسجد الأقصى".
ولفت بيان صدر عن المكتب الى إن "هذا العنف فظيع في فترةٍ تزداد فيها الحساسية الدينيّة، بخاصة مع الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفصح والقيامة تستمر السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية في ترسيخ احتلالها غير الشرعي للأرض الفلسطينية التي احتلتها منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، أضف على ذلك العزلة الشديدة المفروضة على قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار يستمر منذ ما يقارب 16 عاما. ومنذ بداية عام 2023، زادت إسرائيل من عملياتها العسكرية داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 95 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلا"، داعيا إلى "المحاسبة عن كل هذه الانتهاكات".
يذكر أن القوات الاسرائيلية،اقتحمت أمس المسجد الاقصى عقب صلاتي التراويح والفجر.
من جهة ثانية، شنت مقاتلات إسرائيلية، فجر اليوم الخميس، غارات على موقع غرب المحافظة الوسطى في قطاع غزة، محدثة أصوات انفجارات ضخمة، وتدميرا وتخريبا في المكان. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن "مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ على جنوب إسرائيل".
وبحسب شهود عيان، دوّت انفجارات في سماء النقب الغربي بعد انطلاق صفارات الإنذار.
وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، عقب إطلاق الجنود المتمركزين بالدبابات وخلف التلال الرملية، على الشريط الحدودي شرق غزة، الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب آلاف المواطنين الذين شاركوا في مسيرات احتجاجية غاضبة تنديداً بجريمة الجيش الاسرائيلي بحق المصلين والمرابطين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى.