السودان…مواقف تحذر من خطورة ما يجري والجامعة العربية تدعو للهدوء

بعد دعوة كل من مصر والسعودية إلى عقد اجتماع طارئ، اليوم الأحد، على مستوى المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية لمناقشة الوضع في السودان، خلص بيان الجلسة العاجلة والتي تحدث خلالها كل من مندوبي مصر والسودان، الى التأكيد على بذل كافة المساعي من أجل معاونة السودان على انهاء هذه الازمة بشكل مستدام. وتمت دعوة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم إلى التنسيق فيما بينهم والتواصل مع الأطراف والمكونات السودانية. كما حذرت من خطورة التصعيد العنيف وما يصاحبه من تداعيات.

وأبدى مندوب مصر السفير محمد مصطفى عرفي خلال الاجتماع العاجل، أسف مصر لوقوع قتلى ومصابين جميعهم من أبناء الشعب السوداني الشقيق. وطالب وقف العنف الفوري، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وشدد على ضرورة الحفاظ على مصالح و أمن المصريين داخل السودان.

وأعاد التذكير كيف ساعدت مصر السودان لتخفيف أعباء الديون وتحقيق الاستفادة المثلى من ثرواتها وكيف أنها لم تتوان عن تحقيق المساعدة ونقل الخبرات.

وشدد على أن السودان تمثل عمقا تاريخيا وجغرافيا، ولاسيما ان هناك ماض متشابك نابع من وضعية نهر النيل.

ولفت الى ضرورة عدم تدخل أطراف خارجية وبذل كافة المساعي لانهاء الازمة بشكل قابل للاستدامة. 

وأعلن مندوب السودان السفير الصادق عمر عبد الله أن "الدعم السريع هو من بدأ بالهجوم على مقر السكن الرئيسي لمجلس السيادة الانتقالي في التاسعة من صباح أمس، علما بأنه كان مقررا له الاجتماع مع الرئيس البرهان في ذات اليوم، ما يعني الهجوم الأول نوع من أنواع الغدر".

وطالب الجامعة العربية بالتوصية بترك الأمر للسودانيين من دون تدخل دولي، مناشدا الدعم العربي المطلوب للتهدئة.

وأعلن الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي أن المجلس في حالة انعقاد دائم حتى حل الأزمة السودانية.


وساطة

وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير، الى خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

وأعرب الرئيسان عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة، مؤكدين أن ترسيخ الأمن والاستقرار، هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالي السياسي، وتحقيق البناء والتنمية في السودان.

الخارجية المصرية

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير  أحمد أبو زيد أن الاجتماع يأتي تأسيساً على الفقرة "5 ب" من المادة الخامسة من النظام الداخلي لمجلس الجامعة، والتي تنص على إمكانية انعقاد المجلس عند الضرورة في دورة غير عادية بناء على طلب دولتين من الأعضاء.

وأوضح أن التطورات المتلاحقة والخطيرة في السودان تقتضي عقد هذا الاجتماع للتشاور والتنسيق بين الدول العربية لبحث سبل نزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار إلى دولة السودان الشقيقة في أسرع وقت.

تحرك أفريقي

بدوره رفض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشدة أي تدخل خارجي من شأنه تعقيد الوضع في السودان.

مجلس الامن

أعرب أعضاء مجلس الأمن، عن القلق العميق إزاء الإشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعن أسفهم للخسائر في الأرواح وللإصابات في صفوف المدنيين.

وحث الأعضاء في بيان، على "وقف الأعمال العدائية فورا في السودان"، ودعوا كل الأطراف "للعودة إلى الحوار".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم السبت، إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية فيصل بن فرحان والإمارات عبدالله آل نهيان بشأن الإشتباكات في السودان.

وأعلن في بيان، أنهم إتفقوا على ضرورة إنهاء أطراف الإشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة.


كما وأعرب مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد، عن قلق الولايات المتحدة، إزاء المستويات العالية من العنف في السودان الذي راح ضحيته العشرات.

وقال المسؤول، بينما كان في طريقه إلى طوكيو حيث سيحضر بلينكن اجتماعا مع وزراء خارجية مجموعة السبع يبدأ يوم الأحد، إن "بعض من هذه الهجمات إستخدمت فيها أسلحة خطيرة".

ومن جهتها ناشدت وزارة الخارجية الصينية، طرفي الصراع في السودان إلى وقف إطلاق النار والحيلولة دون تفاقم الوضع، وعبرت عن قلقها "حيال تطورات الوضع في الخرطوم".

 ونقل الإعلام الصيني الرسمي عن السفارة الصينية في السودان، قولها إنها "لم تتلق أي تقارير عن سقوط ضحايا صينيين بالسودان، وذكّرت رعاياها في البلاد بالحفاظ على سلامتهم.

ودعت وزارة الخارجية البريطانية، لوقف الأعمال العدائية في السودان وتهدئة التوترات ومنع المزيد من إراقة الدماء.

وبدوره دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، القادة العسكريين السودانيين إلى إنهاء الأعمال العدائية لإستئناف الحوار السياسي، لافتاً إلى أن "هذه الإشتباكات تهدد المدنيين وتتحدى الديمقراطية".

يقرأون الآن