لا تزال أخبار الحرب الميدانية والإنسانية في السودان تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من البلدان العربية والعالمية، وكان آخرها التفاعل الواسع مع رسالة من أخ لأخويه اللذين يقفان على جبهتين مختلفتين في أتون الحرب الطاحنة التي تمر بها البلاد.
وتوجه محمد جالي، وهو شاب سوداني وأخ أوسط لكل من مصعب، الأخ الأكبر، ويعقوب، أخيه الأصغر، إلى "فيسبوك" لنشر رسالة مؤثرة موجهة لأخويه اللذان يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب. إذ يقاتل الأخ الأكبر في صفوف الجيش ضد أخيه الأصغر الذي ينتمي لقوات الدعم السريع.
أمام هذا الواقع، ارتأى الأخ الأوسط، أن يتدخل على طريقته بأسلوب مؤثرة، مؤكداً أنه الخاسر الوحيد في هذه الحرب.
وكتب محمد: إلى شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك. إذا وقع أسيراً في يدك أو وقعت أسيراً في يديه فأخبره بهذا الخبر. أسأل الله أن يحفظكما جميعاً في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".
ووصف كثيرون رسالة محمد بـ "الأليمة" لأنها تجسد الانقسام والتمزق الذي يعاني منه السودان، تمزّقاً ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء البطن الواحد.
واعتبر كثيرون منشور محمد مقلق فعلا، فقد "يقتل أحدهما الآخر وعندها تكون المصيبة الكبرى".
ورأى مغردون أن "من مآسي الحرب في السودان أن يحارب الأخ أخاه، والخاسر الوحيد من الحرب هو الشعب السوداني".
وعبر البعض عن أسفهم من قتال الأخوة فيما بينهم "من أجل شخص يريد الزعامة".
بي بي سي